113

يبادر إلى لقائها هي لكي يؤانسها ويخفف عنها، وهذا ما كانت تتوقعه لو كان باقيا على عهده

معها؛ فلما رأته داخلا انقبضت نفسها واختلج قلبها في صدرها عتبا وغيظا.

أما هو فأسرع إليها وهي تتحفز للوقوف وقال: «اجلسي يا سيدتي، لا حاجة إلى وقوفك، إني أراك

مريضة، ماذا أصابك؟»

فعادت إلى مقعدها وهي تصلح العصابة وتلتف بالمطرف وتكمش كأن البرد يتمشى في عروقها، وظلت

ساكتة، فقعد عز الدين على كرسي بين يديها وقال: «أظنك مصابة بالصداع الذي كان يتردد عليك

أحيانا.»

فقالت: «إنه صداع شديد لم أصب بمثله من قبل، لا أراك الله مثله يا عز الدين، وحماك من

غوائله.»

فلم يعجبه قولها، وأدرك أنها تعني شيئا تضمره، فقال: «لا ينجو أحد من الصداع يا شجرة

ناپیژندل شوی مخ