ريثما يهدأ روعها، لكن إلحاح سلافة بعثه على سرعة مقابلتها.
فلما دخل القلعة صار توا إلى منزل شجرة الدر، وكانت جالسة في غرفتها مع شوكار، وقد أخذت
هذه تعزف على العود وتغنيها لتخفيف ما بها. ولما أقبل عز الدين على باب الدار سمع صوت العود
فأشار إلى الحاجب أن يخبر شجرة الدر بقدومه.
ودخل الحاجب وأنبأها بذلك، ولكن عز الدين لم ينتظر جوابها بالإذن، بل دخل توا بما له من
الصداقة، فلما أقبل على الغرفة رأى شجرة الدر بثياب المنزل، وقد عصبت رأسها بعصابة مزركشة
أرادت بها تخفيف صداع ألم برأسها على أثر ما كابدته في ذلك اليوم، فلما رأته داخلا تثاقلت
في النهوض وهي تتألم من الصداع، ولم يكن الصداع وحده سبب تثاقلها، لكنها كانت قد شعرت بتغير
قلبه وتحول محبته، ولم يفتها أمر سلافة وتردده إليها قبل خلعها، وتأكدت تغيره في ذلك اليوم
لأنها كانت تراقب حركاته، وعلمت أنه ذهب إليها عقب انفضاض المجلس في حين كان ينبغي له أن
ناپیژندل شوی مخ