علينا سلطانا ليس من سلالة آل أيوب.»
ولم يعرف الأمر من أين خرج الصوت، لكنه عبر عن شعور كثيرين، فأمنوا عليه وصادف هوى من
نفوسهم؛ فقد كان أكثر المصريين عند تولية شجرة الدر غير راضين عن توليتها، ويطلبون تولية رجل
من آل أيوب، لكنهم أذعنوا خوفا من الجند، فلما خلعت وسمعوا صوتا يقترح ما يشعرون به، أجابوا بالموافقة ولو لم يعرفوا المقترح. وعلا الضجيج، وكان الصوت الغالب اختيار سلطان من آل
أيوب. فتوجهت الأنظار نحو كبير الأمناء هناك، وهو عز الدين أيبك، كأنهم يستشيرونه، فقال: «إن
مولاتنا شجرة الدر قد برهنت بتنازلها عن الملك على أنها مخلصة لمولانا أمير المؤمنين، وأنها
حريصة على حقوق المسلمين، ونحن لم نولها هذا المنصب إلا لأنها والدة المرحوم خليل من سلالة
الأيوبيين، أما الآن فما علينا إلا اختيار أحد أمراء تلك السلالة، وأعلم أن منهم مولانا موسى بن صلاح
الدين بن مسعود لكنه صغير السن.»
فقاطعه حامل الكتاب قائلا: «لا يضره صغره، فإنك وصيه وقائد جنده ومدبر أموره، فما رأيكم
ناپیژندل شوی مخ