په بروکلین کې وده کونکی ونه
شجرة تنمو في بروكلين
ژانرونه
وكانت كاتي لا تعمل هذه المرة حين أدركتها آلام الوضع، وعضت شفتها وكتمت صرخاتها حين ألح عليها الألم، وتركها الألم بلا حول ولا قوة، ومع ذلك بقي لها فضل من قوة، كان هو أساس ما تزودت به في المستقبل من صرامة واقتدار.
وعوى الطفل القوي السليم البنية وكأنه يعاني مما يكتنف الوضع من زراية، فأسلمته كاتي صدرها، وأحست بحنين جارف إليه، وبدأت الطفلة الأخرى فرانسي تصدر صيحات متقطعة، وهي راقدة في المهد بجوار سرير أمها.
وومضت في نفس كاتي بارقة من الاحتقار لهذه الطفلة الضعيفة، التي أنجبتها منذ عام حين قارنتها بذلك الوليد الوسيم، لكنها سرعان ما شعرت بالخجل لهذا الاحتقار؛ فقد أدركت أن الخطأ لم يكن خطأ البنت الصغيرة، وقالت بينها وبين نفسها: يجب أن أحاسب نفسي جيدا، فإني مقبلة على إيثار هذا الصبي على البنت، ولكن يجب ألا أشعرها بذلك أبدا، ومن الخطأ أن أحب طفلا أكثر من الآخر، ولكن ذلك شيء فوق إرادتي.
ورجت سيسي كاتي أن تسمي الصبي باسم جوني، ولكن كاتي صممت على أن من حق الصبي أن يكون له اسم خاص به وحده، وغضبت سيسي كل الغضب، ونالت كاتي بكلمة أو كلمتين، وأخيرا اتهمتها كاتي، وهي إلى الغضب أكثر ميلا منها إلى الحق، بأنها تحب جوني، وأجابت سيسي قائلة: ربما!
فأمسكت كاتي، لأنها خشيت لو استمرت المشاجرة قليلا، أن تكتشف أن سيسي تحب جوني حقا.
وسمت كاتي الصبي كورنيليوس، تيمنا بشخصية نبيلة رأتها على المسرح يمثلها ممثل وسيم، وتغير الاسم حين كبر الصبي وأصبح بروكلينيز، ثم اشتهر باسم نيلي.
وأصبح الصبي هو كل شيء بالنسبة لكاتي، دون أن يقودها إلى ذلك ضلال في التفكير أو عقد عاطفية، واحتل جوني المكان الثاني، أما فرانسي فقد نزلت إلى المكان الأخير في قلب أمها، وأحبت كاتي الصبي لأنها كانت تمتلكه كلية أكثر مما تمتلك جوني أو فرانسي، وكان نيلي يشبه جوني كل الشبه، وكاتي خليقة بأن تصنع منه الرجل الذي كان يجب على جوني أن يكونه، إنه جدير بأن يأخذ كل صفة طيبة في جوني، ولسوف تشجع هي ذلك، وتقتل كل صفات جوني السيئة كلما برزت إحداها في الصبي نيلي، سوف يشتد عوده وتصبح فخورا به، ويرعاها طوال حياتها، إنه الإنسان الوحيد الذي ينبغي لها أن ترى الحياة بعينيه، وسوف يتمكن جوني وفرانسي من شق طريقهما على نحوهما، ولكنها لن تجازف مع الصبي، بل ستهتم به أكثر منهما.
وأخذ الطفلان يكبران شيئا فشيئا، وبنموهما فقدت كاتي حنانها جميعا، لكنها اكتسبت ما يسميه الناس الشخصية، وأصبحت قادرة قاسية، بعيدة النظر، وأحبت جوني كثيرا ولكن ولهها القديم الجامح كان قد خبا، وأحبت ابنتها الصغيرة بدافع الشفقة والواجب أكثر من دافع الحب.
وأحس جوني وفرانسي بالتغيير الذي أخذ يصيب كاتي، وبينما أخذ الصبي يبدو أكثر قوة ووسامة، كان جوني يبدو أكثر ضعفا وتضعف قواه أكثر من ذي قبل، وشعرت فرانسي بما تشعر به أمها نحوها فأصبحت تجازي قسوة أمها عليها بقسوتها على أمها، ومن العجيب المتناقض أن هذه القسوة أثرت تأثيرا عكسيا، فقربت بين الأم وابنتها شيئا ما؛ لأنها جعلتهما أكثر تشابها.
وما إن بلغ نيلي عامه الأول حتى كانت كاتي أصبحت لا تعتمد على جوني، وكان جوني قد أدمن الشراب ولا يعمل إلا حين تعرض عليه أعمال تقتضي ليلة واحدة، ويحمل أجره إلى البيت ويحتفظ بالهبات ينفقها على شرابه، وأخذت الحياة تمر بجوني مسرعة جدا، فقد كان لديه زوجة وطفلان قبل أن يبلغ السن التي تمنحه حق الانتخاب، وبلغت حياته النهاية قبل أن تتهيأ له الفرصة للبداية، وكان مصيره إلى الهلاك، ولم يكن أحد يعلم ذلك أكثر من جوني نولان.
ناپیژندل شوی مخ