په بروکلین کې وده کونکی ونه
شجرة تنمو في بروكلين
ژانرونه
ومضى الرجلان بعيدا.
وشعرت فرانسي بألم يحز في قلبها، ولكنها حين رأت كيف يحب الرجال أباها هنا وهناك، وكيف يبتسمون ويضحكون لما يقول، وكيف ينصتون له في شغف، أحست أن حدة الألم تخف، كان هذان الرجلان يشذان عن هذه القاعدة، كانت تعلم أن الجميع يحبون أباها.
أجل، إن الجميع يحبون جوني نولان، كان مغنيا ندي الصوت يغني أغنيات ندية، والناس جميعا منذ بدء الخليقة، وخاصة الأيرلنديين، يحبون أن يروا المغني بينهم ويسعون إلى ذلك، كما كان إخوته الخدم يحبونه حقا، والرجال الذين يعمل من أجلهم يحبونه أيضا، كما كانت تحبه زوجته وطفلاه، وكان لا يزال شابا مرحا وسيما، ولم تكن زوجته قد انقلبت عليه، ولم يكن طفلاه يحسان أنهما أهل لأن يخجلا منه.
وانتزعت فرانسي أفكارها بعيدا عن ذلك اليوم الذي زارت فيه مركز إدارة الاتحاد، وأنصتت إلى أبيها ثانية، وكان أبوها قد سرح مع ذكرياته، وقال وهو يشعل في هدوء سيجارا من فئة خمسة سنتات: أنا لا في العير ولا في النفير، أخذني قومي الأيرلنديون من أيرلندا في السنة التي قل فيها محصول البطاطس، وقال أحدهم، وكان يدير شركة للبواخر، إنه سوف يأخذ أبي إلى أمريكا حيث ينتظره عمل هناك، ثم قال إنه سيأخذ أجر ركوب السفينة من الأجور التي سوف يحصلها، وهكذا جاء أبي وأمي إلى أمريكا. «وكان شأن أبي كشأني؛ لا يستمر قط في عمل واحد.» وأخذ يدخن في صمت لحظة.
وكانت فرانسي تكوي في هدوء وهي تعلم أنه كان يفكر بصوت عال، ولم يكن يتوقع منها أن تفهمه، لكنه كان يريد أن يستمع إليه أحد ، وكان يكرر تقريبا الأشياء نفسها التي يقولها كل يوم من أيام السبت، أما بقية أيام الأسبوع حين يكون ثملا فإنه يدخل ويخرج ولا يتكلم إلا قليلا، ولكن اليوم كان يوم السبت، يومه الذي يتكلم فيه. - ولم يكن قومي يعرفون القراءة أو الكتابة، ووصلت أنا نفسي إلى الصف السادس في المدرسة فقط، وكان علي أن أترك المدرسة حين مات الرجل المسن، أما أنتما أيها الطفلان فإنكما محظوظان؛ لأنني أسعى لكي تواصلا دراستكما في المدرسة. - أجل يا أبي. - كنت صبيا في الثانية عشرة من عمري حينئذ، وأخذت أغني في الحانات للسكارى وهم يلقون إلي بالبنسات، ثم بدأت أعمل في الحانات والمطاعم، أقف في خدمة الناس.
وصمت لحظة وهو يغيب في أفكاره. - كنت أريد دائما أن أصبح مغنيا حقا من ذلك النوع الذي يظهر على المسرح ويرتدي ملابس كاملة، ولكني لم أكن تلقيت تعليما، ولم أكن أعرف كيف أهتدي إلى أول السلم الذي يقودني إلى الغناء على المسرح، وقالت لي أمي: حافظ على عملك، فأنت لا تعلم مبلغ توفيقك إذا توافر لك عمل. وهكذا جرفني التيار إلى العمل نادلا يغني، وهو عمل غير ثابت، وكنت خليقا بأن أحصل على إيراد أكبر لو أنني كنت نادلا فحسب.
واختتم كلامه فجأة بدون تسلسل منطقي قائلا: هذا هو السبب الذي يدفعني إلى الشراب.
ورفعت فرانسي بصرها إليه كأنما تسأله سؤالا، لكنها لم تقل شيئا. - إنني أشرب الخمر لأنني مضياع للفرص، وأنا أعلم ذلك، فإنني لا أستطيع أن أصل إلى القمة فيما أعمل، كل ما علي هو أن أصب الجعة، وأغني حين أريد أن أغني فحسب، وإني لأشرب الخمر لأن علي تبعات لا أستطيع الوفاء بها.
وسكت لحظة أخرى طويلة، ثم قال هامسا:
أنا لست رجلا سعيدا، لي زوجة وطفلان، ولم يحدث أنني كنت رجلا يجهد نفسه في العمل، لم يكن بودي أبدا أن أكون رب أسرة.
ناپیژندل شوی مخ