په بروکلین کې وده کونکی ونه
شجرة تنمو في بروكلين
ژانرونه
لقد أصبحت الآلات هي كل شيء أقول لك، وقد سمعت نكتة بالأمس تقول إن رجلا وزوجته حصلا على الغذاء والكساء وكل شيء من الآلات، وطفقا يتنقلان من آلة لأخرى إلى أن وصلا إلى تلك الآلة التي تصنع الأطفال، ووضع الرجل المال في الآلة وخرج منها الطفل، واستدار الرجل وقال: رد إلي الأيام الخالية الهنيئة فما أحلى الرجوع إليها!
الأيام الخالية الهنيئة! وي! إني لأحسب أنها قد ولت ولن تعود.
انزع كأسي بها مرة أخرى يا جيم.
وحاولت فرانسي، وهي تنصت وقد توقفت عن الكنس، أن تربط الأشياء بعضها ببعض، ثم حاولت أن تفهم أن العالم يلف في دوامة، وبدا لها أن العالم كله قد تغير في الفترة ما بين يوم ولادة لوري ويوم حصولها على شهادة التخرج في المدرسة.
42
ولم يكد يتسع الوقت لفرانسي لتألف لوري حتى أقبلت ليلة حفل التخرج، ولم تستطع كاتي أن تذهب إلى حفلتي التخرج لكل من فرانسي ونيلي، فقررت أن تذهب إلى احتفال نيلي، وكان ذلك هو الصواب؛ إذ ينبغي عدم حرمان نيلي، أما فرانسي فقد كان تغيير المدارس بالنسبة لها شيئا محببا، وفهمت فرانسي ذلك لكنها شعرت ببعض الألم ما في ذلك ريب، وقد كان أبوها خليقا بأن يذهب ليرى احتفال تخرجها لو كان حيا، ورتبوا الأمر بحيث تذهب سيسي مع فرانسي وتبقى إيفي مع لوري.
وسارت فرانسي في آخر ليلة من ليالي شهر يونيو سنة 1916م، ذاهبة للمرة الأخيرة إلى المدرسة التي أحبتها كل الحب، وسارت سيسي صامتة إلى جوارها بيد أن هدأت وتغيرت بعد أن أصبح لها طفلة، ومر رجلان من رجال المطافئ ولم تلحظهما سيسي التي كانت في وقت من الأوقات لا تستطيع أن تقاوم سحر الزي الرسمي، وودت فرانسي لو أن سيسي لم تتغير، لقد أصبحت تشعرها بالوحدة، وزحفت يدها إلى يد سيسي التي ضغطت عليها بشدة، وشعرت فرانسي بالراحة، إن سيسي كانت لا تزال هي سيسي في أعماقها.
وجلست المتخرجات في المقاعد الأمامية من قاعة الاستماع، وجلس المدعوون في المقاعد الخلفية، ووجه العميد كلمة حماسية للطلاب بين فيها كيف كانوا مقبلين على عالم قلق، وكيف أن مقاليد الأمور سوف توضع في يدهم لإقامة عالم جديد، بعد الحرب التي كانت زاحفة إلى أمريكا لا محالة، وحثهم على مواصلة التعليم العالي حتى يتزودوا بزاد أفضل لإقامة هذا العالم، وتأثرت فرانسي بقوله وأقسمت من كل قلبها بأنها سوف تحمل المشعل كما قال.
ثم بدأ عرض مسرحية التخرج، واحتقنت عينا فرانسي بدموع حبيسة، وقالت بينها وبين نفسها، وهي تستمع إلى الحوار المسترسل يطن في أذنيها: كانت مسرحيتي خليقة بأن تكون أفضل من هذه، كنت مستعدة لأن أفعل أي شيء تقوله المعلمة، لو أنها سمحت لي أن أكتب المسرحية فحسب.
وبعد انتهاء المسرحية سار الطلاب صاعدين وتسلموا شهاداتهم، وأصبحوا أخيرا في زمرة المتخرجين، وأكدت لهم ذلك يمين الولاء للعلم، وإنشادهم لأغنية «العلم المرصع بالنجوم».
ناپیژندل شوی مخ