تنهدت المرأة وغادرت الحجرة وهو يتابعها بعينيه حتى أغلقت الباب وراءها. رشف من الفنجان رشفة، ثم عكف على القراءة. •••
تحركت ستارة مسدلة فوق نافذة، خرج من ورائها رجل مرتديا بدلة سوداء. تقدم بخطوات متمهلة حتى وقف في وسط الحجرة. نظر فيما حوله ثم قال بلهجة خطابية: الحمد لله.
فتمتم رجل الفراش ورأسه لا يتحول عن الجريدة: الذي لا يحمد على مكروه سواه. - لو قلت إن كل شيء حسن فربما وقع القول من الآذان موقع الغرابة.
فتمتم رجل الفراش: ربما. - وقد يتوهم البعض أننا لا نتحرك. - قد.
تضايق ذو البدلة السوداء من تمتمات الآخر، فمضى إلى الفراش وراح ينقر على رأسه محذرا، ثم رجع إلى موقفه. انكمش رجل الفراش ولكنه لم يتحول عن الجريدة وواصل قراءته الصامتة في هدوء. وقال ذو البدلة السوداء: نظرة عادلة إلى الوراء كفيلة بإبراز المدى الذي قطعناه.
فهز رجل الفراش رأسه دون أن ينبس. - في كل شيء بغير استثناء.
فهز رجل الفراش رأسه مرة أخرى دون أن ينبس. - ليعلم ذلك عدونا الخارجي، وليعلمه عدونا الداخلي.
ونظر ذو البدلة السوداء صوب رجل الفراش مستطلعا، فتمتم هذا دون أن يتحول عن جريدته: كلام طيب.
عند ذاك أخلى ذو البدلة السوداء مكانه، فاتخذ موقعا جديدا في ناحية الحجرة المقابلة للفراش، ووقف صامتا كتمثال. •••
تحركت الستارة مرة ثانية فبرزت من ورائها فتاة جميلة في لباس البحر. تقدمت مزهوة بجمالها الفتان حتى وقفت في وسط الحجرة، وجعلت ترسم في الهواء حركات سباحة كشفت بعمق أكثر عن مفاتنها ، ثم قالت بصوت عذب: سأظهر هكذا في دور جديد تماما في الفيلم الجديد «الأبواب الخلفية».
ناپیژندل شوی مخ