ذهبت المعلمة. عادت الراقصة إلى مجلسها، ومضت فترة قبل أن يسترجعوا جوهم السابق، وتساءلت الفتاة: هل قرأت البخت لصديقك؟ - نعم، في طريقه بنت حلوة ورخيصة. - هل تشبهني هذه البنت؟ - لا أدري، لم يبد في الفنجال إلا جسمها العاري وحده!
ومالت الراقصة بغتة نحو الشاب فقبلت خده. ضحك التابع وقال: قم .. لا تؤجل عمل اليوم إلى غد، فإن يوم الدستور غد!
ونهض التابع ومضى إلى داخل القهوة وهو يقول: سآمر لكما بكأس كونياك على حسابك!
جعل الشاب يبادلها النظرات. رأى حلية في عنقها فمد يده إليها وقربها من وجهه. ابتسم متسائلا: صورة من؟
قطبت الفتاة مأخوذة؛ ولكنه قال دون أن يلاحظ شيئا: طفل جميل، من هو؟
تبدى التأثر في وجه الفتاة حتى اغرورقت عيناها على رغمها. - رباه .. ما لك؟
أشاحت عنه بوجهها وهي توشك أن تنهار تحت موجة بكاء عاتية. - آسف .. آسف لا تؤاخذيني!
وعاد التابع بالكأسين فوضعهما على الخوان متمتما: «عشرة قروش فقط، ما أجمل عيونك!» ثم تنبه إلى الفتاة فتساءل: تبكين؟!
شرح الشاب له ما غمض عليه بإشارة من يده إلى الحلية، فاكفهر وجه التابع وهوى بكفه على خدها بوحشية غير متوقعة غير مبال بما تولى الشاب من ذعر وذهول، وهتف بها: تقيمين مأتما للزبائن في ليلة الموسم! اشربي!
تناولت الفتاة الكأس فتجرعته دفعة واحدة، وقدمت الآخر إلى الشاب؛ ولكنه تراجع قائلا بعصبية وحدة: كلا!
ناپیژندل شوی مخ