نړۍ اسلامیزم کې د میرمنو شهرتونه
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
ژانرونه
دار الزمان دورته ومات «الكامل» فاضطر الملك «الصالح» إلى العودة إلى مصر، مقر العرش والحكم، تاركا وراءه ذكريات لذيذة من أيام الهناء بين رياض دمشق وحدائقها الغناء، هنا بدأت متاعبه وجهوده؛ فقد كثرت الفتن واشتدت الغارات في أول توليه الحكم، فكان لا ينتهي من قمع فتنة حتى يرى نفسه أمام غارة خارجية تهدد كيان البلاد فيعمد إلى صدها وكبح جماح الذين يريدون بمصر شرا، ولا يكاد يدفع ضررها حتى يسمع باندلاع لهيب فتنة أخرى في قلب البلاد فيسرع نحوها، كل هذه المشاغل والمتاعب صيرته قيد جواده لا يفارق صهوته ليل نهار.
كانت فتنة الشام أشدها مراسا وأذكاها نارا فحشد جنوده وطار إلى مكان الفتنة على رأس جيشه، وبعد أن كابد المرائر في سبيل قمعها انتصر على العاصين وتمكن من الضرب على أيديهم وتأديبهم، ولكن لم يتيسر له أن يجني ثمرة النصر وأن يهنأ بسعادة الفوز؛ لأنه أصيب بداء عضال أقعده في فراشه شهورا طويلة.
كان يتوق إلى رؤية وطنه مصر ويذوب شوقا وحنينا إلى نيل بلاده العذب، فيقعده الرغبة في إنجاز ما ندب نفسه إليه من القضاء على الفتنة واجتثاثها من أصولها وعدم القيام من دمشق قبل تمام الشفاء، وبينما هو يتململ على فراش الأوجاع والأوصاب، بين لذيذ الأماني والآمال، إذا برسالة من زوجته شجرة الدر التي كانت تحكم البلاد أثناء غيابه، تخبره فيها بقيام الصليبيين من قبرص متوجهين إلى مصر، فقام من فوره محمولا على هودج حتى وصل المنصورة في بضعة أيام قاسى أثناءها أشد المتاعب والآلام.
الفصل الثاني
عام 648 من الهجرة
أصيب لويس التاسع ملك فرنسا بمرض عجيب، أعجز نطس الأطباء ومهرة الحكماء في بلاده، فصرفوا كل مجهوداتهم الفنية وأعملوا كل ما استطاعوا من حذق وفكرة في سبيل الوصول إلى تشخيص المرض، ولكن ذهبت أتعابهم وجهودهم أدراج الرياح، لم يتمكنوا من تخفيف آلامه وأوصابه فوقعت فرنسا في مهاوي اليأس وارتبكت لا تدري سبيلا إلى نجاة الملك مما وقع فيه، إلى أن خطر ذات يوم ببال «بلانش دوكاستيل» أم الملك و«مرغريت دو بروفانس» زوجته أن يجمعا كبار القسس ورجال الدين ليعقدوا مجلسا للمشاورة فيما بينهم، فقرروا أن توقد الشموع في كل بيت وأن تقام الصلوات في الكنائس على الدوام، وسرعان ما أقبل الكبراء والأمراء على تنفيذ الفكرة، قدوة لمن دونهم من العامة، ولم تمض فترة من الزمن حتى كان الجميع ناسجين على ذلك المنوال من إيقاد الشموع والابتهال في الكنائس بالدعوات، ولكن ظل الملك رغم تلك الوسائل أسير الفراش، يعاني آلام مرضه الوبيل ودائه العضال، لم تجد الشموع نفعا ولم تنفع دعوات القسس وابتهالات الشعب في رد القوة والحياة إلى ذلك اللسان المشلول والجسم المفلوج، فاستمر على حالته من الوهن والجمود كأنه صنم ملقى تحت اللحف والأردية.
اشتد قلق الشعب ودب اليأس في قلوب القسس، فكنت تراهم في أسواق المدينة وشوارعها يقطعونها طولا وعرضا بمسابحهم الطويلة وثيابهم الكهنوتية، وقد أيقنوا بأن شفاء مليكهم من رابع المستحيلات، لقد بدءوا يشعرون أن الملك مقضي عليه بالهلاك وأن الموت على قاب قوسين منه أو أدنى بعد أن جربوا كل تعاويذهم وأدعيتهم فذهبت أدراج الرياح، لقد يئس الكل إلا الملك فقد بقيت في صدره بقية من نور الأمل تخفف من لوعته، كان لا يستطيع أن يأتي بأدنى حركة أو يحرك لسانه بكلمة ولكن قواه العقلية ما زالت كما هي، فجعل يتوسل إلى ربه بطلب الشفاء ويغالب المرض بقوة إرادته، معاهدا ربه بنذر جعله رهن شفائه وقيد تخلصه من أسر بلواه، فقد أنذر ويا لهول ما أنذر! أنذر أن ينقذ بيت المقدس من المسلمين ويخلص تلك الأماكن الطاهرة من أيديهم القذرة إن تم له الشفاء وكتب له ربه العافية والحياة، الأمل حياة واليأس موت، فقد دب دبيب الحياة في تلك النفس الحائرة الحائمة حول الأمل، وأصبح الملك عقب ابتهالاته النفسية يتماثل نحو الشفاء شيئا فشيئا موقنا أن نذره الغريب كان سببا في شفائه، زاعما أن المولى لم يمن عليه بالشفاء إلا لعزمه على تطهير بيت المقدس من أيدي المسلمين الملوثة، ولقد صادفت هذه العقيدة الفاسدة هوى في نفس المسيحيين في زمن كان فيه بيت المقدس محفوفا بعناية المسلمين ورعايتهم أكثر من أي وقت آخر؛
1
لأن المسلمين وقتئذ كانوا أشد تمسكا بالدين، هذا إلى أنه بيت محجوج من جميع طوائف الشرق مرموق بعين التجلة والاحترام من الجميع، لبلاد المشرق مزية لا يمكن إنكارها مع ما لها من مثالب ومساوئ، تلك المزية هي احترام الشرقيين للمعابد وتقديسهم الأماكن المقدسة، هذه حقيقة لا يمكن نكرانها، فاحترام الشرقي لكل مكان مقدس
2
ناپیژندل شوی مخ