نړۍ اسلامیزم کې د میرمنو شهرتونه
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
ژانرونه
فكر كثيرا واستعرض وجوه الرأي للتخلص من هذه الحال، فخطر بباله أن يوفده إلى الخراسان، ولكن أحجم عن هذا الرأي لخطورته؛ لأن جعفرا قد يجتمع مريدوه وأشياعه حوله هناك، فيؤلف منهم قوة كبيرة لا تقاوم، فلم يجد إلا القتل داء شافيا، ولكن كان عليه أن يلتمس لقصده هذا عذرا وينتظر الفرصة السانحة؛ ولذلك لم يجد مندوحة من الصبر والتأني فنادى مسرورا وأمره بأن يذهب إلى وزيره ويدعوه إلى تناول طعام العشاء.
كان الرشيد ينتظره بوجه باسم ومحيا طلق وهو على أريكة مزركشة قائمة على عرش مذهب، وعلى مقربة منه مائدة تنوء بأطباق الفضة المحتوية على صنوف الفواكه والمشمومات، بجانبها أكواب من البلور، تتلألأ داخلها أشربة ملونة وقد فاحت القاعة بعنبر العنبر والصندل والعود.
في الغرفة المجاورة، على مقربة من القاعة التي فيها هذه النفائس، كان أبو نواس وأبو زكار وإبراهيم الموصلي يتشاورون فيما بينهم على الأغاني والألحان التي يطربون بها في تلك الليلة مسامع مولاهم الخليفة.
لم يمض على انتظار الخليفة زمن كبير حتى وصل مسامعه صليل السيوف وصهيل الخيول، حضر جعفر مع رجال حاشيته.
صوب الخليفة أنظاره نحو الباب الذي سيدخل منه الوزير، وعندما رفع الوزير السجف الحقيقية المتدلية على الباب نظر إلى الخليفة ثم إلى نظراته المنطوية على الغيظ والحقد فكاد يصعق في مكانه، ولكنه لم شعثه وخطا نحو الخليفة خطوات ثابتة، يقدم له تحية الاحترام.
أخفى الرشيد ما بين جوانحه من الغيظ والحقد وابتسم للوزير ليخفي ما تنطوي عليه جوارحه فقال له معترضا على لباسه: ما هذا يا أخي إننا سنتناول الطعام على حدة، فلماذا اعتنيت بلباسك إلى هذا الحد؟
كان الخليفة في هذا المجلس ضاحكا لاهيا، يملأ الأقداح ويسأل جعفرا عن شئونه الخاصة، ويداعب الندماء ويطرب لنغمات الموصلي وإنشاد الشعراء، أما جعفر فكان يحاول إسكات خفقان قلبه واضطرابه ليشارك الخليفة في هذا السرور والنشاط، كان يحاول أن يرفع عن نفسه أثر تلك النظرات الأولى التي قابله الخليفة بها، كان يجاهد نفسه ليبتسم وليضحك، ولكن كانت كلمات الخليفة وابتساماته ونظراته تتسدد في صدره كأنها سهام مسنونة، علم جعفر كل شيء وأيقن بزوال مكانته من نفس مولاه، وأيقن بالسقوط على أثر تلك النظرة المعنوية.
أيمكن أن يكون الخليفة وقف على سره واطلع على ما بينه وبين العباسة؟ محال أن يكون ذلك، فمن يستطيع أن يخبر الخليفة بهذا الأمر ليستهدف غضبه، هل وصلته وشاية أو سعى إليه أحد أعدائه، لا ريب في ذلك، فإنه كان يشعر بأن أعداءه يتألبون عليه وأن كلمتهم اشتدت في الأيام الأخيرة وبأن نفوذهم أخذ في الاستفحال.
قارب الطعام على الانتهاء، وكان الرشيد ووزيره يتناولان الفاكهة، وكان الخليفة قد مد يده إلى إجاصة فقال له فجأة: كدت أنسى كيف حال يحيى بن عبد الله الطالبي؟ فارتبك جعفر إلا أنه قال: هو في الحبس يا مولاي.
فقال الرشيد: بحياتي؟
ناپیژندل شوی مخ