نړۍ اسلامیزم کې د میرمنو شهرتونه

عبد العزيز امین خانجی d. 1450 AH
184

نړۍ اسلامیزم کې د میرمنو شهرتونه

شهيرات النساء في العالم الإسلامي

ژانرونه

كانت الحفلة من أحسن حفلات الأندلس في التاريخ، وذات أبهة ملوكية قل أن يسمح الزمان بمثلها، وقد زاد من بهائها أن الأميرة نفسها كانت زينتها وبهجتها، أما موكب العروس فحدث عن فخامته ولا حرج، تقاطر الناس لرؤيته من كل صوب وناحية مدهوشين من عظمته وجلاله، ولقد شاءت الأقدار أن يكون ختام العرس السياسي مقرونا باليمن والسعادة، فقد كانت العروس ذات جمال نادر، على جانب عظيم من الظرف والكياسة والأدب فافتتن المنصور بها وملأت نفسه بملاحتها الروحية، حتى أصبح لا يرى غيرها من النساء ولا يصبر عنها ساعة واحدة، لقد أحبها محبة غير محدودة، حبا يماثل غرام صبيحة له، فتصور حالة الأميرة الروحية إذ ذاك وهي منعزلة في بيت الزهراء، تقاسي مرارة الهجران؟

لم تكن صبيحة إذ ذاك في نضارة الشباب، لقد انقضى موسم الأماني العذبة وفات أوان الاسترسال في التأمل والتخيل، لقد انطفأت شعلة آمالها ولم يبق لديها ما يذكي نيرانها، فليس أمامها إلا رماد من اليأس، لقد أنزلت بمحض اختيارها الستار على رؤيا غرامها، واضطرت أن تفتح عينها في نور الحقيقة المؤلمة.

ولكن بعد هذا ماذا هي فاعلة؟ وما الذي تستطيعه وبأي الألوان تصبغ حياتها الآن؟ هل تنزل إلى حدائق قصرها وترمي بنفسها في أحضان الورود والزنابق والياسمين لتجد التسلية في مناظرها وما يتصاعد من شذاها وعبيرها؟ إنها الآن في خريف العمر ومن كان في مثل سنها لا تسليه هذه الأشياء، إن هي إلا امرأة بائسة كسيرة الخاطر انتهى غرامها على غير ما تشتهي، ولكن قد حم القضاء ووقعت الواقعة فتزلزل بنيان عشقها وانهار، فهي الآن تشاهد بين الأنات والآهات أنقاض ما تخرب من إحساسها، وتنظر وعيناها مملوءتان بالدموع في القطع المبعثرة من آمالها المحطمة، فتشفق على نفسها عندما ترى الأجنحة الدامية من خيالاتها السابقة ترفرف حائرة على تلك الخرائب.

كان تقهقرها مدهشا فيا لهول الهزيمة! ما أقرب الاتصال بين نقطتي الفوز والاندحار! ليست السعادة إذن إلا غشاء واهي الجدران، مؤسسة دعائمه على شفا هاوية عميقة، ولكن ما الفائدة؟ كل هذه ملاحظات ترد الخاطر بعد فوات الوقت وضياع الفرصة. •••

تحملت صبيحة ما أصابها وتلقت الضربة بشجاعة نادرة، ولكنها بذلت في سبيل ذلك ثمنا غاليا، هي دموع القلب التي كانت تسكبها وهي جالسة على عرش الحكم والإدارة، يالله! كم كانت أناشيدها التي ترنمت بها في ليالي الصيف مؤثرة حزينة ذات نغمة محرقة! لا ريب أنها بعد الانتهاء من أناشيدها كانت تفتح غرفتها تترحب بالنسيم، وربما ألقت في مسامعه ما يخفف من لوعة قلبها.

فإن الصبا ريح إذا ما تنفست

على كبد حراء قلت همومها

من لنا الآن بمعرفة كلماتها في تلك الساعات التي كانت تخلو فيها إلى النجوى، ولكن هيهات قد أطارت نسمات الأندلس تلك الكلمات وقذفت بها إلى أعماق اللانهاية.

الفصل التاسع

أخذ المنصور يمهد على مهل سبيل حصر النفوذ في يده، فأبعد الذين توسم فيهم روح التمرد والعصيان ومجابهة ما كان يتصوره من الآمال والأحلام، ونفاهم من قرطبة مركز الحكم والخلافة حتى لا يكون بينه وبين ما يرمي إليه حاجز أو عقبة، فضرب بيد من حديد أولئك الذين أرادوا الدخول في شئون الإدارة وإحداث القلاقل والاضطرابات حول عرش سلطانه المطلق.

ناپیژندل شوی مخ