نړۍ اسلامیزم کې د میرمنو شهرتونه
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
ژانرونه
أقبلت ذات مرة تزور الرسول - صلوات الله عليه - وكان معه السيدة عائشة، فقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه ثم أسر إليها حديثا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكت. فقالت السيدة عائشة: «ما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن؟ فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي
7
على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سره. فلما قبض سألتها، فأخبرتها أنه قال: إن جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك. فبكيت، فقال: ألا ترغبين أن تكوني سيدة نساء العالمين، فضحكت.»
لم تترك السيدة فاطمة أباها الرسول لحظة واحدة وهو على فراش الموت، فقالت له يوما وهي تبكي: «إنك يا أبي تعاني سكرات الموت هلا أقمت من خواص صحابتك من يليك في أمر النظر في شئون العامة قبل أن تنقل من دار جهادك إلى الآخرة مقر خلدك وسعادتك، وها قد بدأ النحول والإعياء يظهران عليك فلو تعلم مقدار محبتي لك، إنك قد خلفت لي ذكريات كثيرة تذكرني بك أما أنا فلا أملك شيئا أعده، قلبي أسيف يملؤه الحزن أحاول اليوم تعزيته إنني سأفقدك فوا مصيبتاه! وما أشد بلواي! أما أنا لا يرثى لحالي إنسان.» فأجابها الرسول بما معناه: أي «بنيتي هذا يوم لم يبق لي فيه شأن مع أحد، وسوف أرى جزاء ما صنعت إن خيرا وإن شرا، لقد علمت حالهم ومضيت في أمرهم بالعدل، والله على ما أقول شهيد، حافظت على التأني وجاهدت من أجلهم وارتديت لباسهم وصليت معهم دون أن يعتريني فخر أو كبر، ولم أتخذ لنفسي ما يشبع جوعي، ولم أرتد ثوبا ناعما يرفه جسمي، بل قضيت حياتي في فقر وضرورة، فإذا انتقلت إلى جوار ربي لينظروا في شأن أنفسهم بنفسهم وأعطي إليهم لباسي الذي أتقي به البرد والغطاء الذي أتدثر به وتلك الحشية المصنوعة من ليف التمر التي أجلس عليها وقاية الرطوبة.» عندما توفي - صلوات الله عليه - لم يكن معه سوى السيدة عائشة وعمه العباس وكريمته فاطمة وزوجها الإمام علي - كرم الله وجهه.
لقد حزنت الزهراء حزنا شديدا لوفاة فخر الكائنات، ودام حزنها إلى أن توفاها الله، فلم يظهر على وجهها إمارة من السرور طول تلك المدة.
خيل إليها بعد مصيبتها أن العالم كئيب مغموم وأن الشمس مظلمة والسماء مغبرة قاتمة؛ ذلك لأن المناظر التي يراها المرء من خلال الدموع تظهر غبراء باهتة لونها يغم الناظرين، كثرة دموع اليأس تقلل بهجة الحياة وتنقص مقدار أذواقها، فإذا بكى القلب دمعت العين، وما في العالم من جاذبية وأشواق يتوقف على ما يفيضه القلب من السرور والبشر؛ إذ تنعكس أضواء العالم على مرآة القلوب، فاليوم الذي نشعر فيه بالحزن والكآبة لهو يوم أغبر لا طعم ولا لون له، أما أيام سرورنا فهي أيام بيضاء ذات ألوان يشع من خلالها كل بريق للأنس والصفاء، وكما أن رونق الحياة متوقف على نشاط الأنفس فهناك علاقة وارتباط بين جواذبها وإحساس ذواتنا.
وقد أعقب بكاء الزهراء فترة هي فترة السكون والهدوء، ودل ذلك على أن ارتباطها بالحياة الدنيا قليل آخذ في الانحلال رغم ما كانت تشعر به من الحنو والمحبة إلى أهل بيتها، وكانت تشعر بأن فراقها سيكون سهلا مستساغا؛ لأنه سيوصلها إلى حبيب قلبها، إلى والدها الرسول - صلوات الله عليه.
الرابطة القلبية التي تربطنا بهذه الحياة الفانية منشؤها أننا نعيش فيها مع من نحبهم، فكل منا يربطه بالكتلة البشرية رباط معنوي كالخيوط الحريرية المتماسكة في شيرازة واحدة، فإذا انحلت إحداها قلت إحدى الروابط، وإذا ما انفصمت عراها بمرور الزمن لم تبق لنا علاقة بكائن ما وأصبحنا ننظر إلى الحياة بجمود وهدوء، وقد يحدث أحيانا أن انفكاك رابطة من أقرب الروابط إلى قلوبنا - كرابطة الزهراء بأبيها الرسول - يؤدي إلى فصم عرى الروابط الأخرى، فلا نشعر إذ ذاك إلا بالأمل يحيا في النفوس انتظارا ليوم الوصال.
زارت الزهراء قبر أبيها الرسول
صلى الله عليه وسلم
ناپیژندل شوی مخ