نهض الرجل، وانحنى مرة أخرى، وقال وهو ينصرف: ستجدني دائما في خدمتك.
11
قبلها بشغف وامتنان وهو يقول: إنها لتضحية جسيمة أن تهجري عملك.
فقالت وعيناها الواسعتان تلمعان بأنداء دموع: من أجلك.
وعبقت الحجرة الشرقية بأنفاس الحب. وقال إنه ما كان يظن أنه سيحبها بكل هذه القوة.
وأخرجت من جيب الروب علبة كحلية، وأهدتها إليه في حياء، هدية أزرار ذهبية للقميص.
ندت عنه آهة فرح، كأنه سيستعمل الذهب لأول مرة. - حبيبتي. - الزرار كما ترى مكون من قلبين. - ذلك أن قلبك من ذهب كما قلت لك.
وراحت ترجل شعره الأسود الغزير بأصابعها، ثم سألته: لم أتيت اليوم بملابسك وبدلك؟
فتجهم وجهه، وقال بنبرة زايلها تطريب الغرام وحنانه: هجرت بيتي نهائيا.
فهتفت بدهشة: لا! - هو الحل الوحيد. - قلت لك إنني لا أحب أن أسبب لك المتاعب. - لندع هذا الحديث جانبا.
ناپیژندل شوی مخ