الشافي عي على مسند الشافعي
الشافي العي على مسند الشافعي للسيوطي - دراسة وتحقيق
ژانرونه
أما قوله: (نحن الآخرون السابقون) بحذف العاطف، فإنه أراد أن هذين الوصفين المذكورين من التأخر / والسبق (¬2) لنا قنية (¬3) وملكة، وأنهما فينا (¬4) ثابتان متى ذكر أحدهما عرف الآخر، فلا ننفك (¬5) عنهما، ولا يتوقف وجود الثاني لنا واتصافنا به على وجود سبب يحصله لنا، فلا حاجة بنا إلى حرف عطف يضيف لنا الثاني إلى الأول. وأماقوله: (ونحن السابقون) فإنه لما قال: (نحن الآخرون) - فأثبت لهم التأخر - عطف (¬6) وجاء بلفظة: (نحن)؛ ليبين (¬7) أن السبق لهم دون غيرهم، كأن قائلا قال: لما قال: (نحن الآخرون)، فماذا لكم بذلك إذا ثبت لكم التأخر وتركتم التقدم؟ فقال: (ونحن السابقون)، ومثال ذلك: أن يقول القائل: من يولي (¬8) الجميل ويصنع كذا وكذا؟ فتقول: أنا الذي أفعل ذلك، وأنا الحقيق بها دون غيري. أي: أنا الجامع بين الاتصاف بهذه الصفات والمنفرد بها. ولما في إعادة ضمير المتكلم الذي يضاف الخبر إليه من الفائدة يقرع (¬9) السمع به في كل خصلة. (¬10) قبلنا وأوتيناه من بعدهم، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم، يعني الجمعة، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، السبت والأحد.
265 - أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني سلمة بن عبد الله الخطمي، عن محمد بن كعب، أنه سمع رجلا، من بني وائل يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تجب الجمعة على كل مسلم إلا امرأة، أو صبيا، أو مملوكا.
كتاب ((الشافي العي على مسند الشافعي))
(فرض (¬1) عليهم) أي: تعظيمه. (¬2)
(فاختلفوا فيه) أي: تركته اليهود ومالت إلى يوم السبت؛ للفراغ فيه من الخلق. ومالت النصارى إلى يوم الأحد؛ لأن الله تعالى ابتدأ فيه الخلق.
م ل13 / ب
(فهدانا الله له) أي: وفقنا لتعظيمه، فنحن السابقون / عليهم، كما أن الجمعة سابقة على السبق والأحد.
(تجب الجمعة على كل مسلم إلا امرأة أو صبي أو مملوك) (¬3)
قلت: كذا في الأصول، فظن طائفة من أهل هذا العصر أنه مرفوع، ثم استشكلوه بأنه استثناء من موجب فحقه النصب، وأخذوا يتأولونه بما لا يرضى. (¬4)
مخ ۲۳۰