385

شذرات الذهب ابن العماد

شذرات الذهب - ابن العماد

ایډیټر

محمود الأرناؤوط

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

د خپرونکي ځای

دمشق - بيروت

وقد روي الحديث عن أبي حرب [وله عقب بالبصرة، وعدد] [١] وهو القائل لولده: لا تجاودوا الله فإنه أجود وأمجد منكم، ولو شاء أن يوسّع على النّاس كلّهم، حتى لا يكون محتاج، لفعل، [ولا تجهدوا أنفسكم في التوسعة فتهلكوا هزالا] [٢] .
وسمع رجلا يقول: من يعشّي الجائع؟ فعشّاه، ثم ذهب السائل ليخرج، فقال: هيهات! على أن لا تؤذي المسلمين الليلة، ووضع رجله في الأدهم [٣] انتهى.
وقال ابن الأهدل [٤]: هو ظالم بن عمرو الدّيلي، ويقال: الدؤلي نسبة إلى الدّيل من كنانة، وفتح بعضهم في النسبة لئلا تتوالى الكسرات، كما قالوا في النسبة إلى النّمر: نمري، وهي قاعدة مطوقة، وكان من خواصّ عليّ، وشهد معه صفّين، وكان من كمل الرّجال، وهو أول من وضع النحو، حكى ولده أبو حرب قال: أول ما وضع والدي باب التعجّب، وقيل له: من أين لك النحو، قال: تلقّنت حدوده من عليّ ﵁. انتهى.
وباع له دارا [٥] بالبصرة، فقيل له: بعت دارك، فقال: بل بعت جاري، وكان جار سوء.
ودخل على بعض الولاة وعليه جبّة رثّة، فقال: يا أبا الأسود أما تملّ هذه الجبّة؟. فقال: رب مملوك لا يستطاع فراقه، فأمر له بمائة ثوب فقال:

[١] ما بين حاصرتين زيادة من «المعارف» لابن قتيبة.
[٢] ما بين حاصرتين زيادة من «المعارف» لابن قتيبة.
[٣] قال ابن منظور: الدّهمة السواد. والأدهم الأسود، يكون في الخيل والإبل وغيرهما، فرش أدهم وبعير أدهم. «لسان العرب» «دهم» (٢/ ١٤٤٣) .
[٤] هو حسين بن عبد الرحمن بن محمد الحسيني العلوي الهاشمي، بدر الدين، أبو محمد، مفتي الديار اليمنية، وأحد علمائها المتفننين، صاحب كتاب «تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن»، المتوفى سنة (٨٥٥ هـ) . «الأعلام» (٢/ ٢٤٠) .
[٥] في المطبوع: «وباع دارا له» .

1 / 397