212

شذرات الذهب ابن العماد

شذرات الذهب - ابن العماد

پوهندوی

محمود الأرناؤوط

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

د خپرونکي ځای

دمشق - بيروت

وكان علي ﵁ ربعة إلى القصر، أدعج العينين، حسن الوجه، آدم، ضخم البطن، عريض المنكبين، لهما مشاش [١] كالسبع، أصلع ليس له شعر إلا من خلفه، عظيم اللحية، وهو أول من أسلم عند كثيرين بعد خديجة، وعلى كل حال لم يشرك بالله بالغا، شهد المشاهدة كلّها، وحمدت مواقفه، وكان اللواء معه في أكثرها، وفضّل على خالد بن الوليد في الشّجاعة، لأن شجاعة خالد فارسا، وعليّ فارسا وراجلا، ومناقبه لا تعدّ، من أكبرها تزويج البتول، ومؤاخاة الرسول [ﷺ]، ودخوله في المباهلة والكساء، وحمله في أكثر الحروب اللواء، وقول النبي ﷺ: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» [٢]، وغير ذلك مما يطول ذكره ويعزّ حصره، وقد نقل اليافعي [٣] الخلاف بين أهل السّنّة في المفاضلة بينه وبين عثمان، واختار هو تفضيله على عثمان، وأشار إلى ذلك في قصيدة جملتها خمسة وثلاثون بيتا منها: والظّاهر الآن عندي ما أقول به ... والله أعلم ما في باطن الحال من بعد تفضيلنا الشيخين معتقدي ... تفضيله قبل ذي النّورين من تال انتهى. والصحيح تفضيل عثمان كما هو معلوم، ولما استقر الخوارج في حروراء [٤]

[١] في الأصل: «مساس» وهو خطأ، وأثبتنا ما في المطبوع، والمشاش رؤوس العظام مثل الركبتين، والمرفقين، والمنكبين. «لسان العرب» «مشش» (٦/ ٤٢٠٨) وانظر تتمة كلامه فيه. [٢] رواه البخاري رقم (٣٧٠٦) في فضائل علي ﵁، ورقم (٤٤١٦) في المغازي، باب غزوة تبوك ومسلم رقم (٢٤٠٤) (٣١) و(٣٢) في فضائل علي ﵁، من حديث سعد بن أبي وقاص ﵁. [٣] انظر «مرآة الجنان» (١/ ١٤٤) وقد حصل فيه بعض التحريف في البيت الثاني الذي اختاره ابن العماد. [٤] قال ياقوت: حروراء: بفتحتين، وسكون الواو، وراء أخرى، وألف ممدودة ... هي قرية بظاهر الكوفة، وقيل: موضع على ميلين منها نزل به الخوارج الذين خالفوا علي بن أبي طالب ﵁، فنسبوا إليها. وانظر تتمة كلامه في «معجم البلدان» (٢/ ٢٤٥) .

1 / 224