190

شذرات الذهب ابن العماد

شذرات الذهب - ابن العماد

پوهندوی

محمود الأرناؤوط

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

د خپرونکي ځای

دمشق - بيروت

لي من داخل، فخرج فقال لهم: أيّها النّاس، إن لله سيفا مغمودا عليكم، وإن الملائكة قد جاورتكم في بلدكم هذا الذي نزل فيه نبيّكم، فالله الله في هذا الرجل أن تقتلوه، فتطردوا جيرانكم، ويسلّ سيف الله المغمد، فلا يغمد إلى يوم القيامة، فقالوا: اقتلوا اليهوديّ [١] . ولا شك أن الدّماء المهراقة عقب قتله، والملاحم بين عليّ ومعاوية عقوبة من الله بقتل عثمان، وانفتح باب الشر من يومئذ. وقد صحّت الأحاديث بأنّ له الجنة على بلوى تصيبه [٢]، وأنه [٣] شهيد سعيد [٤]، وأنه قتلوه يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجة، والمصحف بين يديه، فتنضّح الدم على قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٢: ١٣٧ [البقرة: ١٣٧] وعمره يومئذ بضع وثمانون أو تسعون سنة، ومدة خلافته اثنتا عشرة سنة وأيام، ودفن بالبقيع بموضع يعرف ب حشّ كوكب [٥]، وكان قد اشتراه ووقفه، زاده في

[١] قطعة من حديث رواه الترمذي رقم (٣٢٥٦)، و(٣٨٠٣) وهو حديث ضعيف. [٢] منها ما رواه البخاري رقم (٣٦٩٥) في فضائل الصحابة: باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشيّ ﵁، عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: إن النبيّ ﷺ دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال: «ائذن له وبشره بالجنة» فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة» فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهة ثم قال: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه» فإذا عثمان بن عفان. وما رواه البخاري رقم (٧٠٩٧) في الفتن: باب الفتنة التي تموج كموج البحر، وأحمد في «المسند (٤/ ٤٠٧) من حديث أبي موسى الأشعري أيضا. [٣] لفظة «أنه» هذه ليست في المطبوع. [٤] منها ما رواه البخاري رقم (٣٦٩٩) في فضائل الصحابة: باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي ﵁، وأبو داود رقم (٤٦٥١) في السنة: باب في الخلفاء، والترمذي رقم (٣٦٩٧) في المناقب: باب في مناقب عثمان بن عفان ﵁، وأحمد في «المسند» (٣/ ١١٢) عن أنس بن مالك ﵁ قال: صعد النبيّ ﷺ أحدا ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف، فقال: «اسكن أحد- أظنه ضربه برجله- فليس عليك إلا نبيّ، وصديق، وشهيدان» . [٥] قال ياقوت: حش كوكب: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وبضم أوله أيضا، والحشّ في اللغة

1 / 202