شذرات الذهب ابن العماد

Ibn al-Imad al-Hanbali d. 1089 AH
178

شذرات الذهب ابن العماد

شذرات الذهب - ابن العماد

پوهندوی

محمود الأرناؤوط

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

د خپرونکي ځای

دمشق - بيروت

سنة ثلاثين فيها توفّي حاطب بن أبي بلتعة صاحب القصّة في غزوة الفتح، نزل فيه قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ٦٠: ١ [الممتحنة: ١] الآية، وهو الرسول إلى المقوقس، ولما قال له المقوقس: إن كان رسولا فما له لم يدع على قومه حين كذّبوه وأخرجوه، قال له حاطب: فعيسى بن مريم أخذه قومه ليقتلوه ويصلبوه، فما له لم يدع عليهم، فقال له: أحسنت، أنت حكيم [جاء] [١] من عند حكيم، فأهدى للنبيّ ﷺ مارية [٢]، وبعث معها طرفا وهدايا جميلة [٣] . وفيها افتتح عبد الله بن عامر [٤] سجستان [٥]، مع فارس، وخراسان،

[١] زيادة من المطبوع. [٢] هي مارية القبطية أم ولد رسول الله ﷺ إبراهيم، وهي التي أهداها المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر سنة (٧ هـ) إلى النبي ﷺ، هي وأخت لها تدعى (سيرين) وأهدى رسول الله ﷺ أختها (سيرين) إلى حسان بن ثابت الشاعر، توفيت مارية في خلافة عمر بن الخطاب ﵁ سنة (١٦ هـ) . [٣] أرسل له الجاريتين، مارية وسيرين، وكسوة، وبغلة ليركبها تسمى دلدل، وغير ذلك، فقبلها رسول الله ﷺ، وكان من عادته ﵊ أنه لا يرد الهدية. [٤] هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة القرشي العبشمي، أبو عبد الرحمن، أمير فاتح، ولد بمكة، وولي البصرة في أيام عثمان بن عفان ﵁، فوجه جيشا إلى سجستان فافتتحها صلحا، وافتتح عامة فارس وخراسان وكابل، ثم أقام بعد ذلك بالمدينة إلى أن مات، وكان شجاعا سخيا وصولا لقومه، رحيما، محبا للعمران، وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة، وأجرى إليها الماء، توفي ﵀ سنة (٥٨ هـ) . [٥] سجستان، بكسر أوله وثانيه، وسين أخرى مهملة، وتاء مثناة من فوق وآخر نون: ناحية كبيرة

1 / 190