وروى الفقيه ابو بكر محمد بن الحسين الآجرى «3» رحمه الله باسناده «4» ان عمر بن عبد العزيز حضر جنازة رجل من بني امية فلما دفن قال لأصحابه قفوا وصوب فامعن في القبور واستبطأه الناس جدا ثم رجع وقد احمرت عيناه وانتفخت اوداجه فقيل ابطأت يا امير المؤمنين ما الذى حبسك قال اتيت قبور الأحبة فسلمت فلم يردوا علي السلام فلما ذهبت اقفي «5» ناداني التراب فقال يا عمر الاتسألنى ما لقيت اليدان (ورق 21) قلت ما لقيتا قال قطعت الكفين من الرسغين وقطعت الرسغين من الذراعين وقطعت الذراعين من المرفقين وقطعت المرفقين من العضدين وقطعت العضدين من الكتفين، فلما ذهبت اقفي ناداني التراب فقال يا عمر اما تسألني ما لقيت الأبدان قلت ما لقيت قال قطعت الكتفين من الجنبين وقطعت الجنبين من الصلب وقطعت الصلب من الوركين وقطعت الوركين من الفخذين وقطعت الفخذين من الركبتين وقطعت الركبتين من الساقين وقطعت الساقين من القدمين، فلما ذهبت اقفي ناداني التراب فقال يا عمر عليك بأكفان لا تبلى قلت وما هي قال اتقاء الله والعمل بطاعته. وعن مالك بن دينار «1» رضي الله عنه قال مررت بمقبرة فانشأت اقول
اتيت القبور فناديته ... ن اين «2» المعظم والمحتقر
واين المدل بسلطانه ... وأين المزكى اذا ما افتخر
قال فنوديت من بينها «3» أسمع صوتا ولا أرى شخصا وهو يقول:
تفانوا جميعا فما مخبر ... وماتوا جميعا ومات الخبر (ورق 21 ب)
مخ ۳۰