كان عالما عارفا صوفيا ربانيا قد حج بيت الله الحرام وصحب الكبراء الأعلام دخل شيراز وتأدب بمولانا نور الدين محمد الخراسانى «5» وتأسى بطريقته فذكر الناس وارشد الطالبين ووقع له وقع فى قلوب الصالحين وتمكن حاله فى بواطن الأصفياء الصادقين وكان فى قوة البيان وفصاحة اللسان (ورق 44) بحيث بتحير فيه الألباب وتلين له الصعاب وداوم علي ذكر لا اله الا الله حتى وصل ذلك الى قلبه وكوشف بأنوار ربانية واسرار روحانية، روى عنه انه قال مرضت في بدء «6» امرى مرضا اشفيت فيه على الموت واشرفت على الفوت فبقيت مدة اربعة اشهر لا استطيع قياما ولا اسيغ طعاما ولا اجد قرارا ولا مناما فصرت مكاشفا بصور قلوب عوادى ومن زارنى لأرفاقى وارفادى فكان كل من دخل الباب من اولئك الأولياء والأصحاب رأيت صورة قلبه على ما غلب عليه من صفانه فمنهم من رأيت قلبه* على صورة آدمى ومنهم من رأيته على صورة شيطان ومنهم من رأيته على صورة بهيمة ومنهم من رأيته «1» على صورة ذئب او كلب او خنزير او غير ذلك، فجاءنى يوما رجل فقير كأن قلبه قبة «2» نور يتلألأ اشعته الى السموات العلى فلما رأيت ذلك قلبت جنبى على الفراش والقيت نفسى فى رجليه وقلت بحق الذى افاض عليك هذه الأنوار ادع الله ان ينجينى مما انا فيه من البؤس والاضطرار فدعا بدعوات (ورق 44 ب) وشفيت فى الحال باذن الله تعالى وما رأيته بعد ذلك وبقى معى لمعان ذلك النور، توفى فى سنة اثنتين واربعين وسبعمائة ودفن فى رباطه رحمة الله عليه.
27 - مولانا نور الدين محمد بن الحاج شرف الدين عثمان الخراسانى «3»
مخ ۷۹