319

قاضى قضاة الأسلام وسلطان العلماء الأعلام وقدوة صناديد النحارير وامام الأئمة المشاهير ذو الفضائل النفسية والكمالات الأنسية والآداب الفاخرة والعلوم القدسية والمعارف الألهية قد بلغ فى علو شأنه ورفعة مكانه وغزارة علمه ونباهة فضله وكمال تقواه وورعه ما يحصر اللسان عن بيانه ولا يتفصى عن عهدة امكانه فأى علم لم يدرسه واي فضل لم يحزه واي مرتبة لم ينلها واى منزلة لم يبلغها، قد احيا «2» معالم الملة الحنيفية «3» وساس بالأنصاف الراعى والرعية (ورق 169 ب) لم يوجد من يساويه ولا من يدانيه فى الدرس والفتوى والعلم والتقوى درس العلوم سنين وقضى بالحق فى العالمين وانصف المظلومين «4» من الظالمين لم يخل قط عن الوضوء والطهارة ولم يشرع فى قضاياه كل يوم الا بعد الاستخارة صارفا ساعات ليله ونهاره فى قضاء «5» حوائج المسلمين ودراسة علوم الدين له فراسة كفراسة اياس وذكاء كأنه يطالع احوال سائر الناس وانعام وافر يشمل الخواص والعوام واكرام متواتر يسع اللئام فكيف بالكرام وله مقامات علية وكرامات ظاهرة جلية حكاياتها مثبتة فى الدفاتر ورواياتها سائرة فى السنة الأوائل والأواخر وله تصانيف معتبرة ورسائل محبرة «1» ومساع مشكورة ومآثر مأثورة فمنها شرح المختصر فى الاصول لابن الحاجب، ومنها الفقه الكبير، ومنها الزبدة فى التصوف، ومنها كتاب الركنية، جلست مرارا بين يديه وسمعت بعضها عليه واول ما شرعت فى التذكير ممتثلا وصية جدى الكبير ذهب بى خالى اليه وعرض جلية حالي عليه فأجازنى احسن اجازة واختصنى بكرامة وعزازة وقال عليك بملازمة السنة وقمع البدعة (ورق 170) * ثم البسنى على ذلك خلعة «2»، وكان مؤيدا بتأييد ربانى منظورا بنظر لطف سبحاني يتفصى [به] عن عهدة كل امر عظيم ويتقوى به عند كل خطب جسيم وقصة مجادلته اهل الضلالة وثباته على اوضح الدلالة والجواب عن استفتائهم المدلس والرد على كتابهم الملبس ثم حبسهم اياه عند السباع الضارية والكلاب العاوية «3» والسلامة عن اذى انيابهم و ترحيب اهل الرحبة «3» اياه والجواب عن كتابهم مما شاع ذكرها مع الركبان فى الآفاق وأثبت بيانها فى الصحائف والأوراق، وخطبه ورسالاته وقصائده ومقطعاته اربت على الآلاف وتوفرت على نقلها دواعى فضلاء الأطراف منها:

مخ ۴۲۵