269

قاضى قضاة فارس كان صاحب علم وورع وزهد وحلم وفتوة قد سافر «11» الحجاز والعراق يرى القوم المشار اليهم من غير اشهار ولا اظهار «12» وتكلم فى سائر العلوم وعرض الأئمة فى مجلسه المذاهب المختلفة وكان هو الناقد لها، ولي القضاء فى صباه وحكم بين الخلق خمسين سنة ماقام خصمان من مجلسه الا بالرضا وهذا مما عجز عنه السلف، ما خالفه احد من سائر الطبقات [وكان] مقبولا عند الخاص والعام «1» والولاة والسلاطين (ورق 149 ب)، سمع الحديث وروى، ما كان يخلو وقتا من مطالعة سير المشايخ المتقدمين مثل الشيخ الكبير ابى عبد الله محمد بن خفيف، قال المقاريضى «2» سمعت القاضى عالى «3» بكرمان يقول سمعت الأمام [ابا] المظفر «1» السمعاني يقول كل ما اردت من الله تعالى رزقته الا واحدا انتقلت الى مذهب الشافعى ولبست المرقعة وسافرت «2» الحجاز وتمنيت ان القى قاضى قضاة فارس لما يبلغنى من محاسنه ومناقبه فلم ارزق بعد، توفى سنة اثنتين وتسعين واربعمائة «3» ودفن بقبته العالية «4» فى مدرسته العامرة «5» التى بناها بصدق النية رحمة الله عليهم.

مخ ۳۶۰