وفى المرقاة الارفعية فى طبقات الشافعية لشيخنا الفيروزآبادى «3» هو شيخ المشايخ والسيد الذى يرجى الرحمة بذكره، والغرض انه مقبول الأوائل متبوع الأواخر قد صحب الجنيد ولبس الخرقة بعده من ابي محمد رويم وصحب الجريرى «4» و ابا العباس بن عطاء «1» ولقي الحسين بن منصور الحلاج وكان يذب عنه وصحب «2» الشيخ ابا الحسن الأشعرى واستفاد منه والزمه الشيخ فى مسائل حتى رجع عنها، وكان لا ينام كل ليلة حتى يكتب من صحاح الأحاديث عشرين حديثا بعد ما فرغ عن ورده وله مسند حديث وروى عنه الحافظ ابو نعيم الأصبهاني وغيره، وله مصنفات كثيرة منها كتاب شرف الفقراء المتحققين على الاغنياء المنفقين، وكتاب شرح «3» الفضائل، وكتاب جامع الارشاد، وكتاب الفصول فى الاصول، وكتاب الاستذكار، وكتاب اللوامع، وكتاب المنقطعين، (ورق 28) وكتاب لبس المرقعات، وكتاب الاغاثه «4»، وكتاب اختلاف الناس فى الروح، وكتاب الاقتصاد، وكتاب فضل التصوف، وكتاب المفردات، وكتاب بلوى الانبياء «5»، وكتاب الرد والالفة، وكتاب الجمع والتفرقة، وكتاب مسائل على بن سهل، وكتاب الرد على ابن رزمان «6»، وكتاب الرد على ابن سالم، وكتاب الجوع وترك الشهوات، وكتاب معرفة الزوال، وكتاب اسامى المشايخ «1»، وكتاب المعراج، وكتاب المنهج فى الفقه، وكتاب الاستدراج والاندراج، وكتاب المعتقد الكبير والصغير، وغيرها وقيل تبلغ مصنفاته من المطولات والمختصرات ثلثين كتابا، وكان يذكر الناس على الكرسي ويقول للمريدين في نصيحته اقتدوا بخمسة من شيوخنا والباقون اسمعوا لهم وسلموا ما قالوا وهؤلآء الحارث بن اسد «2» المحاسبي، وابو القاسم الجنيد بن محمد «3» وابو محمد رويم بن محمد «4»، وابو العباس بن عطاء «5»، وعمرو بن عثمان المكى «6»، فقيل له لم خصصتهم قال لأنهم جمعوا بين لعلم والحقيقة والباقون كانوا ارباب احوال واصحاب غلبات، وقال ما سمعت شيئا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم الا واستعملته (ورق 28 ب) حتى الصلوة على اطراف الأصابع وهي صعبة، وروى الأستاذ الأمام ابو القاسم القشيرى «1» عن ابي عبد الله بن باكويه «2» قال سمعت الشيخ يقول ربما كنت اقرأ فى ابتداء امرى في ركعة واحدة عشرة الآف مرة قل هو الله احد وربما اقرأ في ركعة واحدة القرآن كله وربما كنت اصلي من الغداة الى العصر الف ركعة. قال القشيرى وسمعته «3» يقول سمعت ابا العباس الكرخى «4» يقول سمعت ابا عبد الله بن خفيف يقول ضعفت عن القيام بالنوافل وجعلت بدل كل ركعة (بقيه از صفحه قبل) من وردى ركعتين قاعدا للحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوة القاعد على النصف من صلوة القائم، وعاش مائة سنة وعشر سنين وقيل اكثر منه «1»، وروى الحافظ اسمعيل «2» عن ابى القاسم الهاشمي قال سمعت الشيخ يقول فى آخر مجلس يتكلم على الكرسى كان في الباهلية بشيراز رجل وامرأة اذا اعتل من اصحابنا غريب حملاه الى دارهما فخدماه (ورق 29) فورد فقير حسن الطريقة فاعتل علة شديدة فحمل اليهما فكانا يخدمانه فاشتدت عليه العلة ليلة فتناوبا فى خدمته فقالت المرأة لزوجها انام انا وتخدمه الى السحر ثم تنام انت واخدمه انا الى الصباح فكانا على ذلك قال الرجل فكنت اشم رائحة طيبة ما شممت اطيب منها لم تشبه طيب الدنيا واحس في الدار حسا شديدا فغفوت غفوة «3» فاذا بهاتف يهتف ويلك أتنام والحق تعالى وتقدس نازل فى دارك فانتبهت فاذا الشاب قد فارق روحه، فلما بلغ الشيخ الى قوله اتنام والحق نازل فى دارك زعق واضطرب ووقع من الكرسى في حجرى ودموعه تسيل على كفى فلحست دمعه وكان حلوا وما انتفع بالشيخ بعد ذلك.
مخ ۴۵