د کمربند سپکول
شد الأزار في حط الأوزار عن زوار المزار
ژانرونه
ينتهى نسبه الى ربيعة من اسباط امير المؤمنين عمر وذلك صحيح ثابت لا شك فيه وآباؤه كلهم معروفون فى الرجال ليس فيهم مجهول ولا منكر «2» كان من كبار المشايخ واعاظم الأولياء لم يكن له فى عهده وزمانه نظير فى العلم والفتوى والزهد والتقوى (ورق 87 ب) تأدب اولا بأبيه الشيخ سعد الدين محمد «3» ثم بعده بعمه مولانا شمس الدين ابى المفاخر «4» وحصل عليه طرفا من المعقول ولما اراد الله به الخير كوشف برؤيا فأعرض عن ذاك واشتغل بالحديث والفقه وادرك كثيرا من المشايخ الكبار منهم الشيخ شهاب الدين فضل الله التور بشتى «5» والشيخ شمس الدين محمد بن الصفى «1» ومولانا صفى الدين ابو الخير السيرافى «2» والقاضى مجد الدين اسمعيل بن نيكروز الفالى «3» والقاضى جمال الدين المصرى «4» ومولانا امام الدين البيضاوى «5» واستجاز من شيوخ الأطراف وراسلهم وارسلوه اجازات عالية ولم يسافر قط وكانت احواله تقتضى ذلك وفتح الله عليه ابواب السعادات ويسر له اسباب الزيادات والمرادات وتأسى بطريقته خلائق لا يحصون وكان يذكر فى مسجد جده «6» بباغ نو ولم يجاوز ذلك وكان الأتابك ابو بكر «7» مريدا له ومعتقدا فى شأنه يسأله ان يذكر فى المسجد الجامع (ورق 88) فى نوبة ابيه وجده فيقول انى انست بصحبة جماعة لا يجاوزون هذا المسجد وان كان المكان ضيقا فالقلب فسيح، وتزوج بابنة من اولاد شيخ الشيوخ البيضاوى «1» ورزقه الله تعالى منها اولادا كلهم بلغوا مبلغ الرجال وصاروا من العلماء والأبدال، وصنف فى علوم الدين كتبا كثيرة منها كتاب التلويح فى شرح المصابيح «2»، وغرر النكات فى شرح المقامات «3»، وكتاب منتخب الغرر فى التقاط الدرر، وكتاب حلية الافاضل وزينة المحافل، ومنتقد الاخبار ومعتقد الاخيار فى شرح احاديث النبى المختار وكتاب غاية الايجاز فى بيان الحقيقة والمجاز، وكتاب مسائل الخلاف المستخرجة من كتب الاشراف، وكتاب تحفه الكرام فى مجئ الامام «4»، وكتاب توضيح السبيل فى الجرح والتعديل، وكتاب مناهج السنة، وكتاب المرموزات العشرين، وكتاب منهاج المريدين فى سلوك طريقه المتقين، وكتاب تبصير «5» الملوك والسلاطين فى التحذير عن اعوان الشياطين، (ورق 88 ب) وكتاب منتهى المطالب فى معرفة امير المؤمنين على بن ابى طالب، وكتاب زبدة التوحيد، وكتاب ثمرة الحرقة «1» فى شجرة الخرقة، وكتاب تحفة الاحرار «2»، وكتاب نزهة الكرام فى محن الايام «3»، وكتاب تذكرة المجدثين وتبصرة المحدثين «4»، وكتاب الاربعين عن الشيوخ الاربعين، وكتاب انيس القلوب، وكتاب عقد الجواهر، وغيرها مما يعسر تعدادها، «5» وقيل بلغت مصنفاته اربعة وستين كتابا عربيا وفارسيا، ورسالاته واشعاره فى كل باب «6» جمعها فى كتاب سماه مؤنس الاحباب، وله كرامات جلية ومقامات رفيعة علية تشتمل عليها السيرة الكبرى والصغرى «7» منها ان الشيخ ابا بكر الزاهد «8» قال خرجت يوما الى مجلس الشيخ فرأيت احد جيرانى وكان لم يحضر صلوة العشاء فى المسجد فأخذت اعاتبه واقول لم لا تصلى العشاء ومن ترك العشاء فعذابه كذا وكذا وهو يعذرنى وانا اخاطبه واعاتبه حتى دخلنا مجلس الشيخ (ورق 89) فأقبل على فى اثناء الكلمات وقال تماتب الجيران على ترك صلوة العشاء وتترك العشاء اول الليل وتقول اصليها فى السحر ثم تتركها فى السحر ولا تصلى قال وكان هذا سرا بينى وبين الله قد وقع ذلك ونسيته فلما سمعت ذلك عن الشيخ قمت فى المجلس وقضيت العشاء وعلمت ان له اشرافا على احوال اصحابه بأذن الله تعالى، وروى بعض الثقات قال ان عيالى سألوا عنى «1» طبخا لم اقدر عليه فقلت امضى الى زيارة الشيخ واستمد منه لعل الله يفتح على بشى ء قال فلما رآنى ادخل يده تحت سجادته واخرج دراهم وقال يا عبد الله* لا تجلس فأن اطفالك ينتظرونك خذ هذه الدراهم واشتر «2» كذا وكذا وامض بها اليهم فتعجبت وقبلت يده الكريمة واخذت تلك الدراهم واشتريت ما قال الشيخ كما سألوه عنى «3» فو الله ما زادت عليه «4» حبة ولا نقصت منه فجئت الى زوجتي واولادى واديت معهم الفصة فحمدوا الله ودعوا للشيخ، وروى الحاج ابو بكر «5» قال انقطعت عن القافلة مرة (ورق 89 ب) وقد غربت الشمس واظلم الليل وضعفت عن المشى فأيست من نفسى وكدت ان اشرف على الموت فسمعت صوت الشيخ بلا شك يقول يا ابا بكر خذ عن يمينك واسرع فستجد القافلة فوجدت في نفسى قوة عظيمة واخذت عن يمين الطريق واسرعت فرأيت نيران القافلة وقد نزلوا فانضممت الى اصحابى وقالوا كيف جئت فقلت ما جئت بنفسى ولكن جاء بى همة الشيخ، وروى عن بعض الحاج قال نظرت الى عرفات وكثرة اهلها فقلت يا ليت شيخنا كان حاضرا هناك فوضع احد يده على منكبى فالتفت فاذا الشيخ هو فقال وانا ايضا ههنا ثم لم اره فلما رجعت الى شيراز وقبلت يد الشيخ اردت ان اجدد عليه تلك الحكاية فقال قبل ان اقول ما كل ما يبصر يقال ولا كل ما يسمع يروى ففهمت مراد الشيخ ولم اتكلم به الى ان توفى الشيخ، وكان يطعم من فتوحات الفقراء وكسر الزنبيل «1» لا يعرض حاجة الى احد ولا يقبل هدية ظالم (ورق 90)، وارسل اليه شمس الدين محمد صاحب الديوان «2» ثمانية عشر الف درهم فلم يقم عن مجلسه ذاك حتى فرق كلها على الأصدقاء والفقراء ثم قام وقال لا يحسن ان يقول الأهل جاؤه بالفتوح ولم نأكل منه شيئا يا فلان ايت فلانا فاستقرض منه كذا واشتر لحما وسمنا وعسلا حتى يطعموها ولا يشنعوا علينا، وكان يجلس بعد صلوة الصبح للدرس وقضاء حوائج الناس وشرح الكتب وجواب الفتاوى الى الظهر ثم يدخل الى اهله ويسألهم عن حالهم ثم يرجع لصلوة الظهر فيجلس الى العشاء الآخرة فأن كان عنده مسافر او صديق جلس عنده بعض الليل والا دخل البيت واشتغل بوظائف ليلته لم يغفل «3» اكثر الليل عن صلوة وتلاوة وكتابة ومطالعة الى السحر، ولما كان آخر عمره ترك اللحم سنين لمعنى عرض له فمرض وداواه الأطباء باللحم فلم يأكله حتى غلبت المضرة ولما كان وقت وفاته جمع اولاده وكان عددهم يزيد على سبعين من ولد وحافد ذكر وانثى (ورق 90 ب) فقرأ عليهم ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله ثم حسب الديون وكتبها ووضعها عند وسادته وقال لا تغتموا لها فان الله تعالى يؤديها قبل سبعة ايام وكان كذلك، توفى فى رمضان سنة ثمان وثمانين وستمائة «1» ودفن برباطه الشريف، ومما انشده لنفسه:
ذراني اسر سيرا سريعا فأننى ... رأيت ضياء فى خلال ظلام
ا ارضى بعيش في مقام مذلة ... فو الله لا ارضى بطول مقام
ا اسكن فى مهماء «2» قفر اقامة ... ودارى طباق السبع وهى امامى
وقد ذبت غبنا واشتياقا وكربة ... لفرقة «3» احباب وفرط غرام
سأجهد في سيرى وتحصيل بغيتى ... واسعى لأنجاحى «4» ونيل مرامى
فأن فزت بالأنجاح طوبى وان امت ... فكم حسرات في نفوس كرام
رحمة الله عليهم.
136 - الشيخ سعد الدين ابو اليمن اسعد بن المظفر «5»
مخ ۱۹۶