قال اليافعي «3» مات بعض اصحابي باليمن فاهديت له «4» شيئا من القرآن فرآه بعض اصحابى في النوم فقال له سلم على فلان وقل له جزاك الله خيرا كما اهديت الى القرآن، وقال «5» توفيت امرأة فرأتها بعض قرابتها على سرير وعند السرير اوان من نور مغطاة قالت فسألتها (ورق 23) ما في هذه الأواني قالت فيها هدية اهديها الى ابو اولادى البارحة فلما استيقظت ذكرت ذلك لزوج الميتة فقال قرأت البارحة شيئا من القرآن واهديته اليها. قال المؤلف حكى لى الشيخ الصالح العارف علاء الدين الأيجي دامت بركاته وهو عدل يعتد بقوله قال رأيت بعض اقربائي بعد الموت فقلت له كيف يصل اليكم ثواب قل هو الله احد فقال روح وراحة تأتينا كمن يكون في حمام حار وقد غلب عليه العطش فاذا رجل حسن الصورة طيب الرائحة يفتح عليه الباب فيدخل عليه نسيم طيب ثم يناوله كوز ماء بارد كيف يتروح بهما فهكذا يصل ثواب من يهدى الينا سورة الأخلاص. وروى صاحب التجلي في المنامات «6» ان امرأة من المتعبدات يقال لها راهبة «1» لما اشرفت على الموت رفعت رأسها الى السماء وقالت يا من عليه اعتمادى في حياتى ومماتي (ورق 23 ب) لا تخذلنى عند الموت ولا توحشني في قبرى فلما ماتت كان لها ولد يأتي قبرها في كل ليلة جمعة ويوم جمعة ويقرأ عندها شيئا من القرآن ويدعو «2» لها ويستغفر لها ولأهل المقابر قال فرأيتها في المنام فسلمت عليها وقلت يا اماه كيف انت وكيف حالك قالت يا بني ان للموت كربة شديدة وانا بحمد الله في برزخ محمود مفروش فيه الريحان وموسد فيه السندس والأستبرق [الى يوم القيامة] فقلت الك حاجة قالت نعم يا بني لا تدع ما انت فيه من زيارتنا والقراءة والدعاء لنا فاني يا بني اسر بمجيئك الى يوم الجمعة وليلة الجمعة اذا اقبلت يقول لي الموتى يا راهبة هذا ابنك قد اقبل فأسر بذلك ويسر من حولي من الموتى قال فكنت ازورها فى كل ليلة جمعة ويومها واقرأ القرآن وادعو لهم فبينما انا ذات ليلة [نائم] اذا بخلق كثير قد جاؤني فقلت من انتم وما حاجاتكم فقالوا نحن اهل (ورق 24) المقابر جئناك نشكرك على فعالك ونسألك أن لا تقطع عنا تلك القراءة والدعوات فمازلت اقرأ لهم وادعولهم بهن كل ليلة جمعة ويومها. وعن بشر بن منصور «3» قال لما كان زمن الطاعون كان رجل يختلف الى الجنائز «1» فيشهد الصلوة عليها فاذا امسى وقف على باب المقبرة وقال آنس الله وحشتكم ورحم غربتكم وتجاوز عن سيئاتكم وقبل حسناتكم لا يزيد على هذه الكلمات قال الرجل فأمسيت ذات ليلة وانصرفت الى اهلي ولم آت باب المقبرة فأدعو كما كنت ادعو فرأيت فى المنام خلقا كثيرا قد جاؤني فقلت من انتم وما حاجتكم قالوا نحن اهل المقبرة قلت وما جاء بكم قالوا انك عودتنا منك هدية عند انصرافك الى اهلك قلت وما هى قالوا الدعوات التى كنت تدعو لنا بها قلت فأنى اعود لذلك فما تركتها بعد ذلك. وروى اليافعى «2» ان رجلا رأى في النوم كأن اهل بعض المقابر خرجوا من قبورهم وهم يلتقطون شيئا قال فتعجبت منهم ورأيت واحدا منهم جالسا لا يلتقط شيئا فدنوت منه (ورق 24 ب) وسألته ما الذى يلتقط هؤلآء قال هم يلتقطون ما يهدى اليهم المسلمون من القرآن والدعاء والصدقة فقلت له فلم لا تلتقط انت معهم قال أنا غنى عن ذلك فقلت بأى شئ قال بختمة يقرؤها ولدى ويهديها الي كل يوم فقلت من هو قال رجل يبيع الزلابية في سوق كذا قال فلما استيقظت ذهبت الى ذلك السوق فرأيت شابا يبيع الزلابية ويحرك شفتيه فقلت له بأى شئ تحرك شفتيك قال بقرآن اقرؤه واهديه الى والدى الميت قال الراوى فلبثت مدة من الزمان ثم رأيت في المنام ان الموتي قد خرجوا من القبور وهم يلتقطون كما تقدم واذا بالرجل الذى كان لا يلتقط معهم صار يلتقط معهم فاستيقظت وتعجبت من افتقاره بعد استغنائه ثم ذهبت لأتعرف خبر الشاب فقالوا انه قدمات. واما الدعاء فقد قال النبى «1» صلى الله عليه وسلم ما الميت في قبره الا كالغريق المتغوث ينتظر دعوة تلحقه (ورق 25) من ابيه او اخيه او صديق له فاذا لحقته كانت احب اليه من الدنيا وما فيها وان هدايا الأحياء للأموات الدعاء والاستغفار. وعن بعضهم «2» قال مات اخ لي فرأيته «3» في المنام فقلت ما كان من حالك حين وضعت في قبرك فقال اتاني آت بشهاب من نار فلولا ان داعيا دعا لي لرأيت انه سيضربني به، ويؤكد هذا ما روى عن دعاء حبيب العجمي رحمة الله عليه للمصلوب، وقال بشار بن غالب «4» رأيت رابعة [العدوية] العابدة في منامي وكنت كثير الدعاء لها فقالت لي بابشار هداياك تأتينا علي اطباق من نور مخمرة بمناديل الحرير قلت وكيف ذاك قالت هكذا دعاء المؤمنين الأحياء اذا دعوا للموتى فاستجيب لهم جعل ذلك الدعاء على اطباق النور وخمر «5» بمناديل الحرير ثم اتي به «6» الميت فقيل هذه هدية فلان اليك، وعن ابى قلابة «7» قال رأيت (ورق 25 ب) بعض الأموات فقال جزى الله اهل الدنيا عنا خيرا اقرأهم السلام فانه يدخل علينا من دعائهم انوار امثال الجبال. وروى الحافظ اسمعيل «8» عن ابي صالح قل ان الرجل ليرفع له درجة في قبره فيقول بم هذا فيقل باستغفار ولدك لك. وهذا اوان الشروع في المقصود والله منجز الوعود الوفي بالعهود.
مخ ۳۶