إذ نحن بالأتم نرعاه ونسكنه ... جول فوارسها كالبحر يضطرب
كأن ملقى المساحي من سنابكها ... بين الخبو إلى سعرٍ إذا ركبوا
فيها الذلول وفيها كل معترضٍ ... يفني ضغينته التعداء والخبب
قبًا تنازعها الأرسان قافلة ... لا حققات ولا ميل ولا ثلب
المناسبة
وقالت ترثي أخاها يزيد أيضًا: (من المتقارب)
أجد ابن أمي ألا يؤوبا ... وكان ابن أمي جليدًا نجيبا
تقيًا نقيًا رحيب المقام ... كميا صليبًا لبيبًا خطيبا
حليمًا أريبًا إذا ما بدا ... سديد المقالة صلبًا دريبا
وحسناء في القول منسوبة ... تكتشف عن حاجبيها السبيبا
فشد بمنطقة مقصرًا ... فدارت به تستطيف الركوبا
تشف سنابكها بالعرى ... وتطرح بالطرف منها العيوبا
فلما علاها استمرت به ... كما أفرغ الناضحان الذنوبا
وأجرى أجاريها كلها ... ومن كل جري تلاقي نصيبا
أتى الناس من بعد ما أملحوا ... فقال: وجدتم مكانًا خصيبا
فساروا إليه وقالوا: استقم ... فلم يجدوه هلوعًا هيوبا
بقومٍ إذا أفزعوا مسكوا ... وأدرك منهم ركوب ركوبا
وطعنة خلس تلافيتها ... كعط النساء الرداء الحجوبا
وحوارء في القوم مظلومةٍ ... كأن على دفتيها كثيبا