عن وجدها بكما ما عشت سلوانا
ولم يزل في أنين وحنين، يرسل الزفرات ويطوي صدره على اليأس، حتى أدركته منيته سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
ومن العجيب أن هذا الملك الذي سار في الخافقين ذكره، وهز أعطاف الزمان شعره، وكان اسمه على كل لسان، والثناء عليه يجلجل في كل مكان - ينادى للصلاة عليه بعد موته فيقال: الصلاة على الغريب!!
إن من الغريب أن يكون ابن عباد غريبا!!
وبعد أيام من موته، قدم إلى «أغمات» شاعره أبو بكر بن عبد الصمد، وكان اليوم يوم عيد، فوقف على قبره خاشعا باكيا.
وحشد الناس حول القبر يبكون وينتحبون، ثم سكن الجمع، وأخذ ابن عبد الصمد ينشد:
ملك الملوك أسماع فأنادي
أم قد عدتك عن السماع عوادي؟!
وقرأ قارئ بصوت ندي، شجي النبرات:
قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير .
ناپیژندل شوی مخ