123

شاعر اندلسي

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

ژانرونه

كأنه صوت غير مسمى.

كأنه أحلام سارية، كأنه جواد نتسمع حوافره الراكضة بآذان على أديم الصعيد.

كأنه أصداء الموج من البحر المريج، في سماعة التليفون!

وتنشأ الحياة خلقا جديدا بين جوانحنا في ضياء لا يخبو، من نهار جميل يسطع في مكان ناء عن هذا المكان القريب.

آه ما أحلاه ما أحلاه! ما أحلى الحق ولما يبرزه التحقيق!

الإصغاء إلى الماء

أظلم المساء، وجلست على مقربة من سلم الماء الصغير بجنة العريف من غرناطة (مدينة الرمان).

جلست متعبا من مسرات الأصيل الذي انقضى في نعمة فردوسية متلاحقة، وهبطت كالطيف الذي لا ظل له ولا جسد، في أطوار الظلمة النامية التي تحلو لك كل لحظة، ولا تزال تشف عن سماء عرت فيها النجوم من سرابيلها.

وأحدق الماء بي مصطبغ الأصداء، برودا، قريبا وبعيدا، متسربا جاريا في كل قناة وكل جدول وكل شؤبوب، وكنت قريبا منه حيثما كان، فملأ مسامعي وهجس لي بأخفى وساوسه، وكاد يتمثل لي معزفا منسوق النغمات متجاوب الأصوات، بل لعله استغرق فغرق في نفسه موسيقى من الماء، بل موسيقى هي الماء.

وسمعت موسيقاه غامضة وواضحة: غامضة لأنها الآن لم تكن منعزلة عني، بل كامنة متنقلة في عروقي، ودمي الذي يسري في جوانبي، فمن خلال هذا الماء تمتزج بالدنيا الباطنة كل وشيجة منها إلى نفسي ومن نفسي إليها.

ناپیژندل شوی مخ