118

شاعر اندلسي

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

ژانرونه

ذكريات

نيويورك 5 من أبريل

الفتاة الزنجية تنام وفي يدها وردة بيضاء.

والوردة والرؤيا تبددان ما تناثر من زينتها الحزينة كأنهما غشاوة من السحر منبسطة عليها: تلك الزينة من الجوارب المطرزة، والمئزر الأخضر، والقبعة الذهبية، بخشاخيشها الأرجوانية.

وإنها لتحلم - وهي مستسلمة للمنام - بالوردة البيضاء في يدها السوداء.

ما أشد قبضتها عليها!

لكأنها تحلم بأنها تحميها وتحرسها، وإنها لتعنى بها عناية السائر في نعاسه، وتتخيل - على ما يرى - أنها ولدتها في ذلك الصباح، وأنها أصبحت أما والدة لروح وردة بيضاء. ومن حين إلى حين يخنق النعاس إكليل الوردة المطوي التي لو كانت ذهبية لسطعت في أشعة الشمس فتنغض رأسها وتلمس نهد الفتاة أو كتفها. فلا تلبث الكف التي تمسك بالوردة أن تذود عن كرامتها: كرامة حامل العلم لبواكير الربيع.

ويقابل هذا الحلم - غير منظور - واقع من الضجيج في الجوار القريب يغطي على كل شيء حيث يرين الحر والقدر وقلما يحسان.

وكل من هنالك ألقوا صحفهم وتركوا المضغ والصياح في غاشية من الملل والشجن مستغرقين في النظر إلى تلك الوردة البيضاء، كأنها الوعي الباقي في ذلك الجدار.

والوردة - بين ذلك - تشع بنفحة جميلة كأنها روح لا جسد له، أو حضور شامل يحيط بكل ما هنالك، إلى أن يتسربل الحديد والفحم والصحائف، كرامة للوردة البيضاء، بربيع أجمل، في خلود غير محدود.

ناپیژندل شوی مخ