124

Series of Stories - Al-Munjid

سلسلة القصص - المنجد

ژانرونه

فضل الصديق ومكانته في الإسلام
أولًا: فضل الصديق ﵁ وهو السابق إلى الإسلام وهو أكثر الصحابة نفعًا للدعوة على الإطلاق، واسى النبي ﷺ بأهله وماله ونفسه، ولما جعل الكافر يخنق النبي ﷺ، وأبو بكر يذب عنه، ويقول: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾ [غافر:٢٨].
وهو الذي دفع ماله كله في سبيل الله، وحمى النبي ﷺ في الهجرة، وكان يبذل ماله للمسلمين، وكان يدعو إلى الله، وأسلم على يديه عدد من كبار الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وهو الوزير الأول للنبي ﷺ، وصاحب الرأي الأعظم بعد النبي ﷺ، وأفضل الأمة بعد النبي ﵊، وهو خليفته من بعده، وهو الذي تصدى للمرتدين لما غُمّي الأمر على عددٍ من الناس بعد النبي ﷺ فقام بالأمر، وهو الذي وقف ذلك الموقف المشهود، وكان أفقه الصحابة لما مات ﵊ واضطرب الأمر، ثم تلا عليهم قول الله: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر:٣٠] فكأن الناس سمعوها لأول مرة، ويظنونها نزلت الآن، فلما تلا عليهم الآية علم الناس أن النبي ﵊ قد مات، وهو الذي قال في ذلك الموقف العظيم: [والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه للنبي ﷺ لقاتلتهم عليه].
فلما رأى عمر إصرار أبي بكر علم أنه هو الحق، وأن الله قد شرح صدر أبي بكر للحق، وهو الذي أنقذ المسلمين في سقيفة بني ساعدة من التفرق ﵁، وهو الذي استتب بسببه الأمن في الجزيرة لما كفر العرب أجمعون، إلا أهل المدينة ومكة، وطائفة قليلة من العرب.
وبدأ في عهده التجهيز لغزو بلاد فارس والروم.
هذا الصديق هو أحب الرجال إلى النبي ﵊، وبنته أحب النساء إلى النبي ﷺ، حدث بينه وبين عمر هذه الخصومة.

6 / 6