Series of Lanterns of Guidance

Muhammad Hassan d. Unknown
64

Series of Lanterns of Guidance

سلسلة مصابيح الهدى

ژانرونه

فضائل أبي بكر الصديق أيها الأحبة! تعالوا بنا لنستهل هذه الباقة، ولنبدأ هذه السلسلة، سلسلة أئمة الهدى ومصابيح الدجى بهذا الرجل الذي عاين طائر الفاقة يحوم حول حب الإيثار، فألقى له حب الحب على روض الرضا، واستلقى على فراش الفقر آمنًا مطمئنًا، فرفع الطائر الحب إلى حوصلة المضاعفة، وتركه هنالك يغرد لهذا الرجل العظيم بأغلى وأعلى فنون المدح، وهو يتلو في حبه قول ربه ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ [الليل:١٧-٢١] . إنه الرجل الذي لم يتلعثم ولم يتردد لحظة من لحظات حياته في إسلامه وإيمانه بالله جل وعلا وبرسوله ﷺ، إنه الرجل الذي كان شعاره إذا تأزمت الأمور وتشككت الصدور: إن كان محمد ﷺ قد قال ذلك فقد صدق، ولذا فقد استحق هذا الرجل بجدارة أن يسمى صديق هذه الأمة إنه أبو بكر ﵁ وأرضاه! إنه أحب الرجال إلى قلب رسول الله ﷺ، ففي الحديث الذي رواه البخاري من حديث عمرو بن العاص ﵁ قال: (قلت: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر) . إنه أحب الرجال إلى قلب أستاذه ومعلمه محمد ﷺ!! ولم لا يكون أبو بكر أحب الرجال إلى قلب رسول الله ﷺ وهو أول رجل قال للنبي ﷺ: صدقت، يوم أن قال له الناس في مكة: كذبت؟! وهو الرجل الذي قدم ماله وعمره وحياته ونفسه وروحه لله جل وعلا ولأستاذه ونبيه محمد ﷺ حتى قال النبي ﷺ: (ما منكم من أحد كان له عندنا يد إلا كافأناه بها إلا الصديق فإنا لم نستطع مكافأته فتركنا مكافأته لله ﷿ . الله أكبر! أي طراز من الناس كان هذا الرجل؟! أي صنف من الناس كان هذا الرجل العظيم العجيب؟! (ما منكم من أحد كان له عندنا يد إلا الصديق فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر، ولو كنت متخذًا من العباد خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ألا وإن صاحبكم خليل الله) والحديث رواه الترمذي وغيره واللفظ للترمذي والحديث حسن بشواهده.

6 / 3