224

Secularism: Its Rise and Development

العلمانية - نشأتها وتطورها

خپرندوی

دار الهجرة

ژانرونه

الذين يمثلون الخلاصة المتطورة للطبقة البرجوازية، وغني عن البيان القول بأن الرءوس البارزة في هذه الطبقة هم المرابون اليهود (١). ولنستمع إلى القصة من رواية باحث سياسي غربي: يقول كارل بيكر في كتاب: السبيل إلى عالم أفضل: "كان كل رجل أيًا كانت المملكة التي يعيش فيها يدين بالولاء والطاعة للكنيسة ورجالها في الأمور الدينية كما كان يدفع للكنيسة مكوسًا معينة، فضلًا عن تقاضيه أمام محاكمها التي لها أيضًا اختصاص توقيع العقوبة عليه في جرائم معينة. ولكنه كان يدين في الوقت ذاته بالولاء والطاعة لحكومة بلاده المدنية في المسائل المدنية، فكان يدفع لأمير المقاطعة أو للملك ضرائب أخرى معينة، وكان يتقاضى أمام محاكم الأديرة أو الملك، كما كانت هذه المحاكم توقع عليه العقوبة لارتكابه جرائم معينة، وهكذا كان أمرًا مقضيًا أن ينشب النزاع بين هاتين السلطتين التي تطالب كل منهما الناس بواجب الولاء لها، ولم يكن تاريخ غرب أوروبا طيلة العصور الوسطى، وفي كل جزء من أجزائه إلا تاريخًا لهذا الكفاح المستمر بين الكنيسة والدولة". ولقد تم انتقال السلطان والقوة من الكنيسة إلى الدولة خلال المائة عام التي انقضت في حروب أهلية ودولية بسبب المنازعات الدينية، وكانت هذه الحروب كفاحًا وحشيًا داميًا لا يلين ولا يهدأ للظفر بالسلطان السياسي. وهكذا اختفى من أوروبا الغربية مجتمعها المسيحي الموحد، وأصبحت سيادة هذه الدول واستقلالها حقيقة واقعة ... ولقد جاءت المبادئ النظرية بعد ذلك لتؤيد هذه الحقيقة، فقد عرَّف ميكافيللي في

(١) انظر عيوب الديمقراطية كما ستأتي (ص:٢٣٩) فصاعدًا.

1 / 232