219

Secrets of the Lovers in Ramadan

أسرار المحبين في رمضان

خپرندوی

مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

رسول الله ﷺ: "إن جبريل ﵇ أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا"، وقال ﷺ: "إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا أو أذًى فليمسحه وليصلِّ فيهما" (١). فكانت تلك المبادرة الفورية التلقائية لمتابعة سلوك الرسول ﷺ ألقى نعله فألقوا نعالهم وهكذا دومًا في كل الأحداث، ونتج عن ذلك بطبيعة الحال الاستسلام الكلي لشرع الله ﷿، الذي كان أساسه ارتفاع درجة الإيمان بالله في تلك النفوس. وعندما بدأ نور الإيمان يخفت، وتدنت مؤشراته في نفوس كثيرٍ من المسلمين -إلا من رحم ربي- بدأ التفلت من دائرة الشريعة الإِسلامية، وخاصة سنة المصطفى ﷺ، وقد نبتت نابتة شَرٍّ باعتبار أن كثيرًا مما جاء في حياته ﷺ سُنَّة، ولا بأس من تركها!! ترى بعض العلماء والمتفقهين من أهل عصرنا، ممن عُرِفَ بالتساهل في التمسك بالسنن، إذا قيل له في تركه بعض السنن، قال: هي سنة، وهي جائزة الترك، وينسى أو يُغفِل المعنى الإيجابي لحب الرسول ﷺ، وهو المقتضي للاتباع والاقتداء، واللائق بالمسلم الحصيف غير هذا، فقد كان السلف الأُول يفعلون كل مطلوب شرعًا -ولو كان رغيبة أو فضيلة- ودون تمييز بين ما يطلب على سبيل الفرض أو الواجب، وبين ما يطلب على سبيل الترغيب أو الندب. فالسُّنَّةُ المندوبة حِصنٌ للفرائض الواجبة، وبابٌ لزيادة الحسنات والأنوار على المتسنن بها، وعنوان الحب والاتباع لهدي الرسول الكريم ﷺ في شأنه

(١) أخرجه أبو داود (٦٥٠)، وصححه الألباني (١٣) في "مشكاة المصابيح".

1 / 235