وكتب التاريخ ومهر الخطاب بتوقيعه المنمق الذي يشبه رمية السهم، وقبل أن يرفع القلم من على الورق ليحك به أنفه، أضاف خاطرة أخرى: «إضافة للمذكرة المقدمة هذا الصباح: الدكتور لويس بارينيو: قام ثلاثة أشخاص بزيارة عيادته هذا الأصيل، اثنان منهم من الفقراء المدقعين؛ وفي المساء خرج للنزهة مع زوجته في الحديقة. - قابيل كرفخال المحامي: ذهب هذا الأصيل إلى البنك الأمريكي، وإلى الصيدلية المواجهة لدير الكابوتشين وإلى النادي الألماني، وهناك تحدث فترة طويلة مع السيد «رومز» الموضوع تحت مراقبة الشرطة، ثم عاد إلى منزله في السابعة والنصف. ولم يشاهد مرة أخرى خارجا، وقد ضوعفت الحراسة حول منزله، وفقا للتعليمات الواردة». ختام.
الموقع أعلاه. التاريخ أعلاه
الفصل الحادي عشر
الاختطاف
توجه لوسيو فاسكيز، بعد افتراقه عن روداس، إلى الحانة التي توجد فيها «لامسكواتا» بأسرع ما تستطيع قدماه أن تحملاه، كيما يرى ما إذا كان الوقت قد حان للمساعدة في اختطاف الفتاة. وأسرع في مروره بنبع «لامرسيد» وهو مكان يمتلئ بالأشباح والجريمة طبقا للإشاعات والأكاذيب التي تطلقها النسوة اللائي يخلطن إبر ثرثرتهن مع المياه القذرة التي يملأن بها صفائحهن من النبع.
وقال جلاد الأبله في نفسه دون أن يخفف من خطاه: «إن الاشتراك في عملية اختطاف شيء عظيم. ونظرا لأن مهمتي في «رواق الرب» قد أنجزت بسرعة فائقة، حمدا لله، فإن في وسعي أن أستمتع بتنفيذ تلك العملية. يا إلهي، إذا كان الفرح لا يسعني حين أعثر على شيء أو حين أسرق دجاجة، فكيف ستكون متعتي إذ تتاح لي الفرصة كي أخطف فتاة!»
وبدت الحانة التي تمتلكها «لامسكواتا» على مشارف البصر، بيد أنه أخذ يتصبب عرقا حين لمح ساعة كنيسة «لامرسيد». كان الوقت قد أزف، ما لم تكن عيناه تخدعانه. وألقى التحية على رجل شرطة أو اثنين ممن كان يحرسان منزل الجنرال كاناليس، ثم دلف إلى باب الحانة كأنه أرنب يدلف إلى جحره.
وكانت «لامسكواتا» قد أوت إلى الفراش في انتظار الساعة المحددة، وهي الثانية صباحا، وأعصابها على أحر من الجمر، وضغطت إحدى ساقيها بالأخرى، وسحقت ذراعيها تحت جسدها في أوضاع غير مريحة، وطوت رأسها على مدار الوسادة، والعرق يتصبب منها مع كل حركة، ولكن دون أن تفلح في إغلاق عينيها.
وحين طرق فاسكيز الباب قفزت من الفراش وأسرعت إلى الباب وهي تشهق من فرط الاضطراب. - «من هناك؟» - أنا، فاسكيز، افتحي. - لم أكن أنتظرك!
وقال وهو يدخل: كم الساعة الآن؟ - الواحدة والربع صباحا.
ناپیژندل شوی مخ