في منزلها؟ فلما سمعوا ذلك انصرفوا عنه ، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وغدا إلى المسجد يصلي (1).
ولقد بلغ من خضوعها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحبها له أنها بعد أن تم عقد زواجها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت له صلى الله عليه وآله وسلم : « إلى بيتك ، فبيتي بيتك ، وأنا جاريتك » (2).
وجاء في السيرة الدحلانية بهامش السيرة الحلبية : ولسبقها إلى الإسلام وحسن المعروف جزاها الله سبحانه فبعث جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بغار حراء وقال له : اقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ؛ فقالت : هو السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام ، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته ، وهذا من وفور فقهها رضي الله عنها حيث جعلت مكان رد السلام على الله الثناء عليه ثم غايرت بين ما يليق به وما يليق بغيره ، قال ابن هشام والقصب هنا الؤلؤ المجوف ، وابدى السهيلي لنفي النصب لطيفة هي انه صلى الله عليه وآله وسلم لما دعاها إلى الايمان أجابت طوعا ولم تحوجه لرفع صوت ولا منازعة ولا نصب بل ازالت عنه كل تعب ، وآنسته من كل وحشة ، وهونت عليه كل عسير فناسب ان تكون منزلتها التي بشرها بها ربها بالصفة المقابلة لفعلها وصورة حالها رضي الله عنها واقراء السلام من ربها خصوصية لم تكن لسواها ، وتميزت أيضا بأنها لم تسؤه صلى الله عليه وآله وسلم ولم تغاضبه قط ، وقد جازاها فلم يتزوج عليها مدة حياتها وبلغت منه ما لم تبلغه امرأة قط من زوجاته (3).
** افتخار اهل البيت بخديجة عليها السلام :
وما يدل على سمو مقامها وعلو منزلتها أن اهل البيت عليهم السلام طالما
مخ ۲۶۸