239

سيوف الله ، لا كليل الظبة ، ولا نابي الضريبة » (1).

رسول الله وقدرته الروحية :

لقد كانت آثار الشجاعة ، والقوة بادية في جبين عزيز قريش منذ طفولته وصباه ، ففي الخامسة عشرة من عمره الشريف شارك في حرب هاجت بين قريش من جهة ، وقبيلة هوازن من جهة اخرى ، وتدعى « حرب الفجار » ، وقد كان في هذه الحرب يناول أعمامه النبل.

فها هو « ابن هشام » ينقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « كنت انبل على أعمامي » (2).

إن مشاركته صلى الله عليه وآله وسلم في العمليات الحربية في مثل هذه السن تكشف عن شجاعته صلى الله عليه وآله وسلم وقدرته الروحية الكبرى وتساعدنا على أن ندرك مغزى ما قاله أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في حق النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم : « كنا إذا أحمر البأس إتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم يكن أحد منا أقرب إلى العدو منه » (3).

وسوف نشير وبعون الله عند ذكر جهاد المسلمين للكفار والمشركين إلى نظام العسكرية الإسلامية وكيفية جهاد المسلمين وقتالهم لأعدائهم التي تمت بأجمعها بتوجيه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو في نفسه من الابحاث الشيقة في تاريخ الإسلام.

حروب الفجار :

إن الحديث بتفصيل هذه الوقائع وعن تكتيكات هذه الحوادث التاريخية

مخ ۲۴۴