ولكن لم تمر ثلاثة من زواجه بآمنة ، واقامته عندها حتى دعته نفسه إلى ان يأتي الخثعمية ، وعرض نفسه عليها قائلا : هل لك فيما كنت اردت؟ فقالت : لقد رأيت في وجهك نورا فاردت ان يكون لي فابى الله الا أن يجعله حيث اراد فما صنعت بعدي؟
قال : زوجني أبي « آمنة بنت وهب »!! (1).
علائم الإختلاق في هذه القصة!
لقد غفل مختلق هذه القصة عن امور كثيرة عند صياغته لها ، ولم يستطع اخفاء آثار الاختلاق عنها.
فلو كان يكتفي بالقول مثلا بان « فاطمة » صادفت « عبد الله » ذات يوم في زقاق من الأزقة ، أو سوق من الاسواق ، وشاهدت نور النبي ساطعا من طلعته ففكرت في الزواج به رغبة في ذلك النور لكان من الممكن التصديق بهذه القصة ، بيد أن نص القصة جاء بصورة لا يمكن القبول بها للأسباب التالية :
1 ان هذه القصة تفيد أن المرأة « الخثعمية » عند ما عرضت نفسها على « عبد الله » ، كانت يد « عبد الله » في يد والده « عبد المطلب » ، فكيف يمكن ان تعرض تلك الفتاة نفسها عليه وتبين مطلوبها له ويدور بينهما ما يدور ، ولا يحس عليهما عبد المطلب؟!
ثم الم تستح من عظيم قريش « عبد المطلب » الذي لم يثنه عن طاعة الله تعالى شيء حتى مقتل ولده وذبحه.
ولو قلنا أن مطلبها كان حلالا مشروعا فان ذلك لا ينسجم مع البيتين من الشعر اللذين رد بهما « عبد الله » طلبها.
2 والأصعب من ذلك قصة عبد الله نفسه. فان ولدا مثل « عبد الله » يحترم والده إلى درجة الاستعداد لأن يذبح وفاء لنذر والده ، كيف يمكن أن يتفوه في
مخ ۱۹۳