دمائكم » ، فإن هو لم يرد حربي فاتني به.
فدخل « حناطة » مكة ولما سأل عن سيد قريش وشريفها ، وقد كانت قبائل قريش المختلفة قد تجمعت في اطراف البلد جماعات جماعات تتذاكر في امر « ابرهة » وما يجب اتخاذه من موقف تجاهه.
فدلوه على بيت « عبد المطلب » ، ولما دخل على « عبد المطلب » أبلغه مقالة « أبرهة9 فقال له عبد المطلب : « والله ما نريد حربه ، وما لنا بذلك من طاقة ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام ، فان يمنعه منه فهو بيته وحرمه ، وان يخلي بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه »؟
فسر « حناطة » رسول ابرهة بمنطق عبد المطلب ومقالته التي كانت تحكي عن قوة ايمانه ، وعن روحه المسالمة فطلب منه أن يصحبه إلى « أبرهة » ، قائلا : فانطلق معي إليه فانه قد امرني ان آتيه بك.
عبد المطلب يذهب إلى معسكر أبرهة :
فتوجه عبد المطلب هو وجماعة من ولده إلى معسكر ابرهة ، فاعجب « أبرهة » بوقار رئيس قريش وهيبته إعجابا شديدا ، وبهر به حتى أنه نزل له من تخته اجلالا ، واخذ بيده ، واجلسه إلى جنبه ، فسأله عن طريق مترجمه متأدبا : ما الذي اتى به وماذا يريد؟ فأجابه عبد المطلب قائلا : حاجتي أن يرد الملك علي مائتي بعير أصابها لي.
فقال « أبرهة » لترجمانه : قل له : قد كنت اعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير اصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ، لا تكلمني فيه؟!
فقال له عبدالمطلب : إني أنارب الإبل ، وان للبيت ربا سيمنعه ، فقال « ابرهة » مغترا بنفسه : ما كان ليمتنع مني.
ثم أمر بان ترد الابل إلى أصحابها.
* * *
مخ ۱۶۳