1 إن هذه القصة خير شاهد على شجاعة « إبراهيم الخليل » عليه السلام وبطولته الفائقة.
فعزم ابراهيم على تحطيم الاصنام ، ومحق وهدم كل مظاهر الشرك والوثنية المقيتة لم يكن امرا خافيا على النمروديين لانه عليه السلام كان قد أظهر شجبه لها ، واعلن عن استنكاره لعبادتها وتقديسها من خلال كلماته القادحة فيها ، واستهزائه بها ، فقد كان عليه السلام يقول لهم بكل صراحة بانه سيتخذ من تلك الاصنام موقفا ما إذا لم يتركوا عبادتها وتقديسها ، فقد قال لهم يوم ارادوا ان يخرجوا إلى الصحراء لمراسيم العيد : « وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين » (1).
ولقد كان موقف الخليل عليه السلام ينم عن شجاعة كبرى فقد قال الإمام الصادق عليه السلام في هذا الصدد :
« ومنها ( اي ومما تحلى به النبي ابراهيم ) الشجاعة وقد كشفت ( قضية ) الاصنام عنه ، ومقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عز وجل تمام الشجاعة » (2).
2 ان ضربات « إبراهيم » القاضية وان كانت في ظاهرها حربا مسلحة ، وعنيفة ضد الاصنام إلا أن حقيقة هذه النهضة كما يستفاد من ردود « إبراهيم » على أسئلة الذين حاكموه ، واستجوبوه كانت ذات صبغة تبليغية دعائية.
فان « إبراهيم » لم يجد وسيلة لا يقاظ عقول قومه الغافية ، وتنبيه فطرهم الغافلة ، إلا تحطيم جميع الاصنام ، وترك كبيرها وقد علق القدوم على عاتقه ليدفع بقومه إلى التفكير في القضية من اساسها وحيث أن العمل لم يكن اكثر من مسرحية إذ لا يمكن أن يصدق أحدهم بأن تلك الضربات القاضية كانت من صنع ذلك الصنم الكبير وفعله حينئذ يستطيع إبراهيم أن يستثمر فعله هذا في دعوته ، ويقول ان هذا الصنم الكبير لا يقدر وباعترافكم على فعل أي شيء
مخ ۱۳۸