صيف محمد
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
ژانرونه
اعلم أن كنية مولانا السلطان أبو النصر ، وهى كل اسم يصدر بام أو أب ، ويستعملها العرب للتعظيم والتوقير وربما يصير كالعلم بالغلية ، أما العرب فإن الكنية عندهم باسم أول ولد يولذ له ، أو باسم أشهر أولاده سواء كان ذكرا أو أنثى وأما الملوك والسلاطين فإن الكنية عندهم ليست كذلك بل بلفظة يختاروما تفاولا بمعناها ، كما اختير لفظ ا النصر ه في كنية مولانا السلطان ، وكما اختير لفظ الشعيد ، في كنية الملك الظاهر برقوق ، وكما اختير لفظ والفتح « فى كنية الملك الظاهر بيبرس ثم لاشك أن وضع الكنى أيضا إلهام من الله تعالى كالأسماء الأعلام ، يظهر سرها في صاحبها ، ألا ترى أن الظاهر بيبرس لما تكنى ابأبى الفتح حصلت في أيامه فتوحات كثيرة ، ومنها قيسارية الشام ، وارسوف ويافا ، والشقيف ، وأنطاكية ، وبغراس، وطبرية ، والقصير ، وحصن
الأكراد ، وحصن عكار ، والقرين ، وصافيت وصفد ، والقليعات ، وحلبا ، وجعرقا . وقال التويرى . أول فتوحاته فيسارية الشام بالسواحل ، وأخر فتوحاته قيسارية الروم . وأماعدة فتوحاته فكانت تزيد على أربعين جصنا ، وأخذ جميع قلاع الإسماعيلية ، وناصف الفرنج على المرقب وبانياس
وبلاد أنطر سوس ، ومن جملة فتوحاته أنه كسر المغول على أبلستين ، وقتل توقو ويداون ، واستعاد من صاحب سيس بلاذاكثيرة واسترد من أيدى المتغلبين من المسلمين بعلبك وصرخذ ، وعجلون وجمض ، والصلت وتدمر والرحبة وتل باشر والكرك والشوبك
وفتح بلاد النوبة بكمالها ، جرد إليها جيشا مع الأمير شمس الدين آ قسنقر الفارقانى ، والأمير عز الدين أيبك الأفرم فى مستهل شعبان من سنة أربع وستين وستمانة ، فوصلوا إلى دنقلة ، ولقيهم جمع السودان واقتتلوا ، فانزم السودان ، وقتل منهم جماعة كثيرة ، وأسر منهم ما لا يقع عليه الحصر حتى بيع كل أس بثلاثة دراهم ، وكان ملكهم داود فهرب إلى الأبواب ، وهى فوق بلاده ، فالتقاه صاحبها ، واسمه أدر وقاتله وقتل ولذه وأكثر من كان معه ، ومسكه وأرسله إلى السلطان أسيرا ، فاعتقل فىي القلعة إلى أن مات فى السجن ، وكانت مملكته لشكندة بن عمه فأخذ داود منه الملك ظلما ، فهرب منه وجاء إلى السلطان متظلما ، فكشر جيش الظاهر داود وملكوا عوضه شكنده ورجعوا . وقال النويرى : أول من غزا النوبة في الإسلام عبد الله بن أبى السرح سنة إحدى وثلاثين فى خلافة عثمان رضى الله عنه ، ثم فى زمن هشام بن عبد الملك ابن مروان ، ثم غزاها أبو منصور هى وبرقة في عام واحد ، ثم غزاها كافور الإخشيدى ، ثم غزاها ناصر الدولة [ ابن ] حمدان سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، ثم غزاها شاهنشاه بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين يوسف فى سنة
ثمان وستين وخمسمائة ، قلت ثم غزاها الملك الظاهر بيبرس كما ذكرنا وهو تامنهم ، وسيغزوها الملك المؤيد إن شاء الله تعالى وكذلك الظاهر برقوق لماتكنى بأبى سعيد لم يزل سعيدا في حركاته إلى أن مات ، ومن جملة سعادته أنه مات على فراشه بين أولاده وعياله وحاشيته ومماليكه بعزة ، وحرمة وافرة ، وأمر ناقذ ، ووصية حسنة بأمور كثيرة ، وكانت وفاته ليلة الجمعة منتصف شوال سنة إحدى وتمانمائة ، فأخرجوه مهار الجمعة قبل صلاة الجمعة فى ملا من الناس ومن أمراته ومماليكه ، ودفنوه في الحوش الذى كان أرصده لمماليكه ، والمؤدنون يؤدنون لصلاة الجمعة ، وهذه سعادة عظيمة لم تتفق لمن قبله من السلاطين ، ومن جملة سعادته أن مملوكه الخاص الذى كان رباه مثل ولده قد قصد قتله فلم يحصل له حتى قتله هو ، وقضيته مشهورة لاتخفى ، ومن جملة سعادته أن السلطنة عادت إليه بعد أن خرجت منه على يد يلبغا الناصرى ، ومن جملة سعادته أنه نجا من الموت والقتل لما كان محبوسا فى قلعة الكرك ، وكان منطاش المتغلب قد أرسل إليه من يقتله فأنجاه الله تعالى لأمور تكون له فى أيامه ، ومن جملة سعادته رجوع تمرلنك عن بلاده بعد وصوله إلى الأراضى الفراتية ، إما خوفا منه ، وإما لغلبة
سعده على سعد تمرلنك ، ومن جملة سعادته صيرورة السلطنة بعده إلى ولديه وهما فرج وعبد العزيز ، ثم إلى أعز خواصه من مماليكه الملك المؤيد ، ولم تخرج السلطنة من ذائرته ، وغير ذلك من الأمور الغريبة التى اتفقت له [ و] التى فيها دلالة على سعادته العظيمة على مالا يخفى وكذلك كنية مولانا السلطان المؤيد تدل على أنه منصور فى كل حركاته ، وكل أموره ، وأن النصر لا يفارقه ، لأنه صار أبا له فصار النصر كالابن ، والابن جزة من الأب ، فكذلك النصر جزء لمولانا السلطان المؤيد ، وهذه الكنية أعظم من كنية الظاهر بيبرس ، وكنية الظاهر برقوق ، لأن الله تعالى ذكر لفظ النصر في كتابه الكريم فى مائة موضع وستة عشر موضعا ، فى سورة البقرة ولا يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون . وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير، مالك من الله من ولى ولا نصير ، ولا تنفعها شفعة ولا هم ينصرون متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ، « وما للظلمين من أنصار . فانصرنا على القوم الكفرين
وفى سورة أل عمران :. » والله يؤيد بنصره ، من يشاء أولئك الذين حبطن أغملهم في الدنيا والآخرة ومالهم من نصرين . « فأعدبهم عذابا شديدا في الدنيا والأخرة وما لهم من نصرين لتؤمنن بو ولتنصرنه .
أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من نصرين يولوكم الأذبار ثم لا ينصرون . ولقذ تصركم الله ببدر وانتم أدلة وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم . وثبت أقدامتا وأنصرنا على القوم الكفرين إن ينصرهم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده .وماللظلمين ين أنصار ففى سورة النساء : وكفى بالله نصيرا . « ومن يلعن الله فلن تجد لة نصيرا . وأجعل لنا من لدنك
نصيرا ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا ، ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا . ولن تجد لهم نصيرا . ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا وفى سورة المائدة : وما للظلمين من أنصار وفى سورة الأنعام : فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا وفى سورة الأغراف ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون ففي سورة الأنقال : وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم « فئاونكم وأيدكم بنصره .
هو الذى أيدلة ينصره وبالمؤمنين والذين
ناپیژندل شوی مخ