صيف محمد
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
ژانرونه
السلطان ظل الله في الأرض يأوى إليه كل مظلوم ومن ذلك أنه أخبر بتوليته الشريفة قبل وقوعها جماعة من الصلحاء ، وأهل الخير ، وبعض أهل الملاحم فى بعض مؤلقامهم ، ورأيت فى شرح ملحمة ابن عربى يذكر صفات مولانا السلطان ، وتوليته السلطنة بالديار المصرية ، ومن جملة ما ذكر ابن عربى أنه يتولى بعد الباء والفاء والعين شين ، وقد ظن بعض الناس أنه من شعبان أو نحوه ، قال الله
تعالى : إن بعض الظن إثم ولم يدروا أن هذا هو الشين الذى ذكر الله تعالى نظيره في الفرآن على مارمزنا إليه فيما تقدم ، ورثيت له مناسبات صالحة منها ما ذلت على وقوع سلطنته ، ومنها مادل على حسن حاله وطول أيامه ، ومنها ما رآه الفقير إلى الله تعالى حسن الأحمدى ، وذكر أنه كان نائما فى ليلة الجمعة السابع عشر من ربيع الأول من سنة تسع وتمانمائة ، ورأى نفسه أنه كان مارا تحت قلعة الجبل ، وكان تختها ناس كثير ، يقول بعضهم لبعض انظروا ، فنظروا فإذا بطائرين عظيمين على سور القلعة ، كل واحد قدر الجمل العظيم ، ثم رأيتهما تخولا شابين من أحسن مايكون ، وفى ظنى أنبما ملكان من الملاثكة ، وتحول سور القلعة جديدا ، ثم بسطا أيديهما وسألا الله تعالى لمولانا السلطان يقولان : يارب خلعة للسلطان ، وإذا فى يد أحدهما سيف فناوله لمولانا السلطان ، فهزه السلطان بيده فخرج منه نور حتى بانت أرض الشام وما فوقها ، وقائل يقول .
انظروا إلى هذا النور كيف دخل إلى بلاد لم يملكها ملك أبدا ، فالتفت ذلك الملك إلى الناس وقال : إن الله أعطاه وعلى العباد ولاه ، وبلعه مناه ، والمخذول من عاداه ، ثم
إنهما اختفيا عن أعين الناس ، ثم إنى رأيت مولانا السلطان والسيف بيده راكبا على فرس أخضر وعليه قباء أحمر .
والناس ينظرون إليه وقد خرج من مكان ضيق إلى مكان واسع خضر نضر ، وقد حصل له بسطة في جسمه وعلا علوا حتى مسك الشمس بيده ، فخطر للفقير أن يسكت عن هذا الأمر ، وإذا بقائل يقول : لاتخفه ، فانتبهت فرحا مسرورا وبلغنى عن شخص من أهل العلم أنه حكى عن شخص من أهل الصلاح أنه رأى مولانا المؤيد قبل تسلطنه وهو واقف على سطح الكعبة المشرفة ، وبيده مكنسة يكنس بها سطح الكعبة ، فقصها على شخص من أهل العلم فقال : إن صدق منامك يتولى هذا الرجل السلطنة ، لأن كنس سطح الكعبة خدمة لها ، والسلطان يدعى خادم الحرمين - وهكدا وقع ، والله ولى التوفيق
الباب السابع فيما ينبغي له أن يفعل وما لا يفعل
اعلم أنه من جملة الواجبات أن يعرف الملك قدر الولاية ، ويعلم خطرها ، فإن الولاية نعمة عظيمة من نالها نال من السعادة ما لا نهاية له ، والدليل على عظم شانا وجلالة قدرها ما روى عن النتي صلى الله عليه وسلم أنه قال عدل السلطان يوما وأحدا أفضل من عبادة سبعين سنة وقال صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إنه ليرفع للسلطان العادل ، إلى السماء من العمل الصالح مثل جملة عمل رعيته ، وكل صلاة يصليها تعدل سبعين ألف صلاة » فإذا كان كذلك فلا نعمة أجل من أن يعطى العبد ذرجة السلطنة ، وتجعل ساعة من عمره بجميع عمر غيره ويحكى أن ملك الروم أرسل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه لينظر إلى أفعاله ، فلما دخل المدينة قال : يا أهل المدينة أين ملككم ؟ قالوا : مالنا ملك بل لنا أمير قد خرج إلى المدينة ، فخرج الرسول فى طلبه ، فرآه نائما فى الشمس فوق التراب على الأرض ، وقد وضع الدرة تحت رأسه كالوسادة ، فلما رآه الرسول على هذه الصفة وقع الخشوع في قلبه فقال : رجل تابه جميع الملوك في أقضى الأرض ولا يقر لهم قرار
من هيبته وتكون هذه حالته ولكنك يأعمر عذلت فأمنت فنمت ، وملكنا يجور ولا جرم أنه لايزال ساهرا خائفا ، أشهد أن دينكم هذا هو الدين الحق - فأسلم ومنها أن يشتاق أبدا إلى رؤية العلماء ، ويحرص على استماع نصحهم ، وأن يخذر من روية علماء السوء الذين يحضون على الدنيا ، فإنم يتنون عليك ويغرونك ، ويطلبون رضاك ، طمعا لما فى يدك من حطام هذه الدنيا ،: ليحصلوا منه شيئا بالمكر والخداع والحيل ومنها أنه لاينبغى للملك أن يقنع برفع يدو عن الظلم ، لكن يهدب علمانه وأصحابه وعماله ونوابه ، ولا يرضى لهم بالظلم ، فإنه يسأل عن ظلمهم كما يسأل عن ظلم نفسه وكتب عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى عامله أبى موسى الأشعرى : أما بعد .: فإن أسعد الولاة من سعدت به رعيته ، وإن أشقى الولاة من شقيت به رعيته ، فإياك والتبسط فإن عمالك يقتدون بك في الأمور ، وإنما مثلك مثل دابة رأت مرعى مخضرا فمالت إليه ترعى منه وسمنت ، وكان سمنها سبب هلاكها ، لأنا بذلك السمن تذبح وتؤكل ومنها أنه في كل واقعة تصل إليه وتعرض عليه فينبغى أن يقدر أنه واحد من جملة الرعية وأن الحاكم سواه ،
وكل مالا يرضاه لنفسه لأيرضاه لأحد من المسلمين ، وإن هو رضى لهم بما لأيرضاه لنفسه فقد خان رعيته ولم يعدل فى أهل ولايته . ويحكى أن النتي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا يوم بدر فى ظل شجرة فهبظ عليه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد تقعد في الظل وأصحابك فى الشمس فعوتب في هذا القدر ومنها ألا يحقر انتظار أرباب الخوائج ووقوفهم بباب داره ، ويخدز من هذا الخطر العظيم ، ومهما كان لأحد من الخلق من حاجة فلا يشتغل عنه بنوافل العبادة . فإن قضاء حوائج المسلمين أفضل من نوافل العبادة . وكان عمر بن عبد العزيز يوما يقضى حوائج الناس فجلس إلى الظهر وتعب ، فدخل داره ليستريح من تعبه ، فقال له ولده ، وما الذى وما الذى يوشك أن يأتيك ملك الموت وعلى بابك منتظر لحاجته إليك وأنت مقصر فى حقه ، فقال : صدقت يابنى ، ثم نهض وعاد إلى مجلسه ومنها أنه لأيعود نفسه الاشتغال بالشهوات ، من لبس الثياب الفاخرة ، وأكل الأطعمة الطيبة ، لكن يستعمل القناعة في جميع الأشياء ، فلا عدل إلا بالقناعة وحكى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال يوما لبعض الصالحين : هل رأيت شيئا من أحوالى تكرهه آ قال : سمعت
أنك وضعت رغيفين في ماتئدتك، وأن لك قميصين . أحدهما لليل والأخر للنهار ، فقال له عمر رضى الله عنه : هل غير هذين شىء فقال لا فقال : والله إن هذين أيضا لا يكونان.
ناپیژندل شوی مخ