قال أحمد بن جبريل الكلابي في رسالته في نفي الجهة : وأما رفع الأيدي إلى السماء فذلك لأجل أن السماء منزل البركات والخيرات والأمطار ، والإنسان إذا ألف على حصول الخيرات من جانب مال طبعه إليها ؛ قال تعالى : (( وفي السماء رزقكم وما توعدون )) [الذاريات : 22 ] اه .
قلت : أيها الأخوة ؛ كيف سميتم ما وراء العالم علوا مع أنه عدم ؟ وأين كان الله قبل أن يخلق العرش والسماوات والأرض وما بينهن ؟!
إن قلتم : في العلو .
قلت : كيف تقولون علو ولا يوجد سفل ؟
ومن أين لكم أن ما وراء العالم الذي هو عدم يسمى فوقا وعلوا حقيقيا من الشرع ؟! ومن أين لكم أن يوجد علو حقيقي في جهة ومكان عدميين من لغة العرب ؟! .
ويلزمك على قولك بأنه فوق العالم أن يكون الله تعالى إما أكبر من العالم أو أصغر منه أو مساويا له ، وهذا كله محال في حقه تعالى، أم انك ستكابر العقل القطعي قائلا من دون كيف مع أن هذا لإلزام حكم عقلي قطعي لا يختلف فيه العقلاء .
....
مخ ۶