واعلم أن هؤلاء المخالفين يأخذون بالأحاديث الظنية التي يمكن أن يسهو فيها العدل الثقة أو أن يخطئ ، مع أن المطلوب في أصول الدين العلم اليقيني ، أما فروع الدين فيكفي فيها الظن ، لأن المطلوب في أصول الدين الاعتقاد أما فروعه فالمطلوب فيها العمل ، وبهذا تعلم أن دين هؤلاء ظني، بل إن من شروط صحة الحديث الآحادي أن لا يستلزم الشهرة فإذا استلزمها ولم يشتهر فلا يفيد لا علما ولا ظنا.
ولهذا قلت : لو جاء لك حديث ظني يزعم قائله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بأن لله فرجا لا كالفروج فماذا ستقول ؟!! فانقطع المخالف !!
واعلم أيها المستحق للخطاب أنهم يجوزون أن يرى الله في المنام ، وهذا القول دليل قطعي على أنهم مجسمة على الحقيقة ، وأنهم لا يقولون بكلام غير معقول فقط بل يصرحون بالتجسيم لأن الرؤية المنامية لربهم لن تكون إلا بكيف معلوم للرائي .
نداء ودعوة إلى الرجوع إلى الحق
أيها الأخوة ؛ إنكم حينما تقولون إن لله يدا ورجلا وعينا وساقا وجنبا وقدما ووجها قد شبهتم الله بخلقه فجعلتم الله جسما .
قالوا : نحن لسنا مشبهة ، والله لا يشبهه شئ بل إن المشبه كافر .
قلنا : إنكم رفضتم تأويل اليد بالنعمة أو القدرة ، ورفضتم تأويل الوجه بالذات ، وأنكرتم المجاز ، ولم تفوضوا ، وقلتم بأن لله يدين حقيقيتين كريمتين ، ويمكن أن يشار إلى الله ، وأن له وجها حقيقيا ، وعلى هذا فقد وقعتم في التشبيه .
قالوا : لا ؛ (( ليس كمثله شئ )) [ الشورى : 11 ] نحن نرفض التأويل والتفويض ، ونقر بظاهر الحديث أو الآية الحسي الحقيقي من يد ورجل وساق وقدم وجنب ، ونرفض كذلك التشبيه .
مخ ۲۳