عدم تصور الشئ لا يعني عدم تعقله :
اعلم أيها المستحق للخطاب أن نفي المكانية لله لا يعني نفي وجود الله لأنه لا تلازم في حق الله بين إثبات المكان لله وإثبات الوجود بل بينهما تضاد ، يوضح ذلك أن المكان مخلوق لله وما كان مخلوقا فلا بد لأن يتقدم خالقه عليه ، وهذا يعني أن الخالق قبل خلقه للمكان لم يكن في مكان فهو عز وجل كان موجودا لا في مكان، ولا يمكن أن يكون في مكان بعد أن يخلق المكان لأن التغير والتبدل من صفات المخلوق ولأنه تعالى غني عن المكان والزمان .
والقول بأن الله في مكان فيه إثبات لأزلية المكان والدليل دل على أنه لا قديم إلا الله ، وعدم تصور كون الله لا في مكان لا يعني أن نفي المكان لله أمر لا يعقل لأن لا تلازم بين عدم التصور وعدم التعقل ، فكما أن الإنسان لا يمكن أن يتصور موجودا لا خالق له ولا يحتاج ولا يفنى فلا يمكنه أن يتصور عدم كون الله في مكان ، وكما أن عدم تصور وجود شئ لا خالق له ولا يحتاج لا يعني عدم تعقله فكذلك عدم تصور كون الله لا في مكان لا يعني عدم تعقله ، والقول بالمكان العدمي سخافة لأن العدم لا شئ ولا يمكن أن يوصف أو يشار إليه .
مخ ۱۵