175

صید خاطر

صيد الخاطر

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

ادب
تصوف
١١٠- فصل: الفقه أفضل العلوم
٥٢٣ أعظم دليل على فضيلة الشيء النظر إلى ثمرته، ومن تأمل ثمرة الفقه، علم أنه أفضل العلوم. فإن أرباب المذاهب فاقوا بالفقه الخلائق أبدًا، وإن كان في زمن أحدهم من هو أعلم منه بالقرآن أو بالحديث أو باللغة.
واعتبر هذا بأهل زماننا؛ فإنك ترى الشاب يعرف مسائل الخلاف الظاهرة، فيستغني، ويعرف من حكم الله تعالى في الحوادث مالا يعرفه النحرير١ من باقي العلماء!
٥٢٤- وكم رأينا مبرزًا في علم القرآن، أو في الحديث، أو في التفسير، أو في اللغة لا يعرف -مع الشيخوخة- معظم أحكام الشرع، وربما جهل علم ما ينويه في صلاته!
٥٢٥- على أنه ينبغي للفقيه ألا يكون أجنبيًّا عن باقي العلوم، فإنه لا يكون فقيهًا، بل يأخذ من كل علم بحظ، ثم يتوفر على الفقه، فإنه عز الدنيا والآخرة.

١ النحرير: الحاذق الماهر.
١١١- فصل: على العاقل أن يحذر الهوى
٥٢٦- رأيت كثيرًا من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة، ولا يتحاشون من غيبة! ويكثرون من الصدقة، ولا يبالون بمعاملات الربا! ويتهجدون بالليل، ويؤخرون الفريضة عن الوقت في أشياء يطول عددها، من حفظ فروع، وتضييع أصول، فبحثت عن سبب ذلك؟ فوجدته من شيئين: أحدهما: العادة. والثاني: غلبة الهوى في تحصيل المطلوب، فإنه قد يغلب، فلا يترك سمعًا ولا بصرًا.
٥٢٧- ومن هذا القبيل: أن إخوة يوسف قالوا -حين سمعوا صوت المنادي: ﴿إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: ٧٠]: ﴿لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾ [يوسف: ٧٣]، فجاء في التفسير: أنهم لما دخلوا مصر، كمموا١ أفواه

١ في الأصل: كموا.

1 / 177