صید خاطر
صيد الخاطر
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د خپرونکي ځای
دمشق
٧٢- فصل: السعيد من لازم التقوى
٣٨٨- أعلم أن الزمان لا يثبت على حال، كما قال ﷿: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: ١٤٠]، فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي.
فالسعيد من لازم أصلًا واحدًا على كل حال، وهو تقوى الله ﷿، فإنه إن استغنى، زانته، وإن افتقر، فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي، تمت النعمة عليه، وإن ابتلي، جملته. ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه، أو أشبعه، أو أجاعه؛ لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير، والتقوى أصل السلامة، حارس لا ينام، يأخذ باليد عند العثرة، ويواقف١ على الحدود.
والمنكر من غرته لذة حصلت مع عدم التقوى، فإنها ستحول، وتخليه خاسرًا.
٣٨٩- ولازم التقوى في كل حال، فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة، وفي المرض إلا العافية، هذا نقدها العاجل، والآجل معلوم.
١ يواقف: يوقف.
٧٣- فصل: انهيال الابتاء على المؤمن.
٣٩٠ تأملت أمرًا عجيبًا وأصلًا ظريفًا، وهو انهيال١ الابتلاء على المؤمن، وعرض صورة اللذات عليه، مع قدرته على نيلها، وخصوصًا ما كان في غير كلفة من تحصيله، كمحبوب موافق في خلوة حصينة. فقلت: سبحان الله! ها هنا يبين أثر الإيمان، لا في صلاة ركعتين، والله، ما صعد يوسف ﵇، ولا سعد إلا في مثل ذلك المقام.
فبالله عليكم يا إخواني، تأملوا حاله، لو كان وافق هواه، من كان يكون؟! وقيسوا بين تلك الحالة وحالة آدم ﵇، ثم زنوا بميزان العقل عقبى تلك الخطيئة، وثمرة هذا الصبر، واجعلوا فهم الحال عدة عند كل مُشْتهًى.
١ انهيال: انصباب.
1 / 137