112

صید خاطر

صيد الخاطر

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

ادب
تصوف
٣٠٩- ومن هذا ما يحكى عن بشرٍ الحافي رحمة الله عليه: سار ومعه رجل في طريق، فعطش صاحبه، فقال له: أنشرب من هذا البِئْرِ؟ فقال بشر: اصبر إلى البئر الأخرى! فلما وصلا إليها، قال له: البئر الأخرى؛ فما زال يعلله، ثم التفت إليه، فقال له: هكذا تنقطع الدنيا. ٣١٠- ومن فهم هذا الأصل، علل النفس، وتلطف بها، ووعدها الجميل، لتصبر على ما قد حملت، كما كان بعض السلف يقول لنفسه: والله، ما أريد بمنعك من هذا الذي تحبين إلا الإشفاق عليك. وقال أبو يزيد رحمة الله عليه: ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي، حتى سقتها وهي تضحك. واعلم أن مدارارة النفس والتلطف بها لازم، وبذلك ينقطع الطريق، فهذا رمز إلى الإشارة، وشرحه يطول.
٦٠- فصل: الواعظ مأمور بأن لا يتعدى الصواب ٣١١- تأملت أشياء تجري في مجالس الوعظ، يعقدها العوام وجهال العلماء قربة، وهي منكر وبعد، وذاك أن المقرئ يطرب، ويخرج الألحان إلى الغناء، والواعظ ينشد بتطريب أشعار المجنون وليلى١، فيصفق هذا! ويحرق ثوبه هذا! ويعتقدن أن ذلك قربة!! ومعلوم أن هذه الألحان كالوسيقا، توجب طربًا للنفوس [ونشوة]؛ فالتعرض بما يوجب الفساد غلط عظيم، وينبغي الاحتساب على الوعاظ في هذا٢. ٣١٢- وكذلك المقابريون٣ منهم، فإنهم يهيجون الأحزان، ليكثر بكاء

١ هو قيس بن الملوح بن مزاحم العامري، مجنون ليلى، شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد، لم يكن مجنونًا، وإنما لقب بذلك لهيامه بحب ليلى بنت مهدي بن سعد، توفي سنة "٦٨هـ". ٢ أي: أن يراقب المحتسبون الوعاظ، وينصحونهم إذا تجاوزوا الحق. ٣ من يطوفون على المقابر فينشدون أشعار الرثاء والحكمة التي تهيج الحزن والبكاء، وبعضهم يرتزقون من قراءة القرآن على القبور وهم شر ممن ينشد الأشعار.

1 / 114