صید خاطر
صيد الخاطر
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د خپرونکي ځای
دمشق
٢٦٦- وإذا عرفت الحاجة إلى إسهال الطبع، رأيت أن أكل البلوط مما يمنع عنه علمي، وشرب ماء التمر هندي أوفق، وهذا طب، فإذا لم أشرب ما يوافقني، ثم قلت: اللهم! عافني! قالت لي الحكمة: أما سمعت: "اعقلها وتوكل"١؟! اشرب! وقل: عافني! ولا تكن كمن بين زرعه وبين النهر كف من تراب، تكاسل أن يرفعه بيده، ثم قام يصلي صلاة الاستسقاء!
٢٦٧- وما هذه الحالة إلا كحال من سافر على التجريد٢، وإنما سافر على التجريد؛ لأنه يجرب ربه٣ ﷿، هل يرزقه أو لا؟ وقد تقدم الأمر إليه:
﴿وَتَزَوَّدُوا﴾ [البقرة: ١٩٧]، فقال: لا أتزود! فهذا هالك قبل أن يهلكه، ولو جاء وقت صلاة وليس معه ماء، لِيمَ على تفريطه، وقيل له: هلا استصحبت الماء قبل المفازة!
٢٦٨- فالحذر الحذر من أفعال أقوام دققوا، فمرقوا٤ عن الأوضاع الدينية، وظنوا أن كمال الدين بالخروج عن الطباع، والمخالفة للأوضاع، ولولا قوة العلم والرسوخ فيه، لما قدرت على شرح هذا ولا عرفته. فافهم ما أشرت إليه، فهو أنفع لك من كراريس تسمعها، وكن مع أهل المعاني لا مع أهل الحشو.
١ رواه الحاكم "٣/ ٦٢٣"، وابن حبان "٧٣١"، وقال الهيثمي في المجمع "١٠/ ٣٠٦": رواه الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح، غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية: وهو ثقة. ٢ أي: بلا زاد ولا رفقة، وفي الأصل التجربة وهو تصحيف. ٣ في الأصل: "بربه". ٤ مرقوا: خرجوا.
أمر المؤمنين بالتنظف
...
٥٢- فصل: أمر المؤمن بالتنظف
٢٦٩- تلمحت على خلق كثير من الناس إهمال أبدانهم، فمنهم من لا ينظف فمه بالخلال١ بعد الأكل، ومنهم من لا ينقي يديه في غسلهما من الزهم٢، ومنهم من لا يكاد يستاك، وفيهم من لا يكتحل، وفيهم من لا يراعي الإبط ... إلى غير ذلك، فيعود هذا الإهمال بالخلل في الدين والدنيا.
١ الخلال: أعواد ينظف بها ما بين الأسنان. ٢ الزهم: الدسم.
1 / 103