د اعماقو غږ: په فلسفه او نفس کې لوستنې او څیړنې
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
ژانرونه
التمايز هو التحول من حالة أكثر عمومية وتجانسا إلى حالة أكثر خصوصية ومغايرة، فأينما حدث نمو أو تطور فثم انتقال من الشمول والتماثل إلى التميز والتفتق والتراتب.
والتمايز مبدأ شامل يبسط نفوذه على عالم الأحياء وعلى تطور الجهاز العصبي وعلى السلوك والسيكولوجيا والمجتمع والثقافة. ونحن ندين لفرنر
Werner
بذلك الاستبصار الصائب الذي يفيد بأن الوظائف العقلية بصفة عامة تتقدم من حالة الاندماج والوحدة حيث المدركات والدوافع والشعور والخيال والرموز والتصورات تكون مزيجا متحدا غير مشكل إلى حالة تتمايز فيها هذه الوظائف عن بعضها البعض تمايزا متزايدا على الدوام. في مجال الإدراك الحسي مثلا يبدو أن الحالة البدائية هي ضرب من النحس المتزامن أو المتصاحب
synesthesia (ونحن نجد آثارا منه في الإنسان البالغ، ونجده يعود إلى الظهور في حالات الفصام العقلي وفي خبرات المهلوسات مثل المسالكين و
L.S.D ). من هذه الحالة البدائية تتفتق الخبرات الحسية البصرية والسمعية واللمسية والكيميائية ... إلخ. وفي مجال السلوك عند الحيوان (وشطر كبير من السلوك الإنساني) هناك وحدة بين الإدراك الحسي والانفعال والدافعية، فإدراك الأشياء من غير مسحة باطنة من الانفعال والدافعية هو إنجاز متأخر للإنسان المتحضر الراشد. وفي مجال أصل اللغة برغم غموضه، يبدو أن لغة «الكلمة الواحدة»
holophrastic ، على حد تعبير همبولت، أي المنطوقات والأفكار المحاطة بهالة عريضة من التداعيات، تسبق انفصال المعاني وتحددها في الكلام الفصيح. وكذلك الحال بالنسبة لتصنيفات الحياة الذهنية المتطورة مثل التفرقة بين الأنا وبين الأشياء، ومثل المكان والزمان والعدد والسببية وغيرها. فقد تطورت هذه التصنيفات عن متصل «الإدراك الحسي - التصور العقلي - الدافعية» المتمثل في الإدراك البدائي للأطفال الرضع والفصاميين. وبالمثل كانت الأسطورة هي الخليط الخصب الذي تبلورت منه اللغة والفن والسحر والعلم والطب والعرف والأخلاق والدين.
17
هكذا يتبين لنا أن «أنا والعالم»، و«العقل والمادة» أو «الشيء المفكر والشيء الممتد» على حد تعبير ديكارت، ليست معطى بسيطا أو نقيضة أصلية. إنها الحصيلة الأخيرة لعملية طويلة من التطور البيولوجي والنمو الذهني للطفل والتاريخ الثقافي واللغوي؛ حيث يتكشف أن المدرك ليس مجرد مستقبل سلبي للمنبهات، بل إنه «يخلق» عالمه خلقا. لقد نشأ التمايز عن اللاتمايز، عن مطلق «الذات والبيئة»، فالخبرة الإحيائية
animistic
ناپیژندل شوی مخ