د اعماقو غږ: په فلسفه او نفس کې لوستنې او څیړنې
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
ژانرونه
mediocrity
إلا بمقدار ما يسلم نفسه لقيادة نخبة من الموهوبين الممتازين (على نحو ما يحدث في العصور المزدهرة)؛ فالشروع في أمور حكيمة أو نبيلة لا يكون، ولا يمكن أن يكون، إلا على يد أفراد. ويكون شرف رجل الشارع ومجده هو قدرته على متابعة هذا العمل وفهمه. إن سطوة الجماهير أو طغيان الأغلبية لا يدرؤه ويصححه إلا أن تكون هناك فردية قوية للمرموقين من أعلام الفكر. وفي مثل هذه الظروف، بصفة خاصة، تمس الحاجة إلى ظهور الشخصية الفردية المستثناة، لا الحيلولة دون ظهورها؛ إذ ينبغي تشجيعها لأن تعمل على نحو مخالف لما تعمله الجماهير. إن طغيان الرأي العام قد جعل الاختلاف بحد ذاته ترياقا، وجعل مجرد رفض الانحناء للعادات هو نفسه فائدة كبيرة، وجعل من المطلوب أن يشذ الناس ويكثر فيهم التفرد والاختلاف كلما كثرت الشخصية القوية؛ ذلك أن مقدار الاختلاف والتفرد في مجتمع ما يتناسب مع مقدار العبقرية والنشاط العقلي والشجاعة الأدبية التي يشتمل عليها ذلك المجتمع. وإن ندرة الأفذاذ اليوم والذين يجرءون على الاختلاف لتشكل الخطر الرئيسي في هذا العصر. (3-5) نخبة سعيد عقل (على ذكر نخبة جون سيتوارت مل)، إلى فيثاغورس، أحد علية العقول في كل الأزمنة، ينسب القول: «سأخاطب الحكيم فأبعدوا الجهال.» إذن منذ عهد باعد في القدم شعر سراة الفكر بأن العامة خطر على أصحاب التعاليم الرفيعة.
8
بيد أن تطورا هاما حصل، فبتنا اليوم وخطر الجهال على القيم الكبيرة نستغله لخير تلك القيم، نشحذها عليه، نزيدها مضاء. وهكذا لم يتحفظ أينشتين في ركز كونه على نواميس تناقض الحس العام؛ ذلك لا لأن العامة - في أوروبا - ارتقت كثيرا عما كانت عليه عهد الاضطهادات، بل لأن النخبة تكونت، تكونت فراحت تشكل حول صاحب الرأي الجديد - محقا كان أم مخطئا - درعا يقيه ثورة الخصوم؛ ثورتهم على شخصه فلا يمس - وما ذلك بشيء هام - وثورتهم على أفكاره فلا تخنق في فمه - وهذا هو الأمر الأساسي - بل توكل إلى المحك المختص وحده، يتوجها أو ينتقي منها ما صلح أو يدحضها جميعا، ممهدا لعمل النسيان يأتي عليها.
لا لم يبق أحد في عصرنا يخشى نقمة العامة.
بشرط واحد:
أن تكون الخاصة موجودة.
9
هذا والنخبة على الجملة مناخ.
فإذا لم يشعر المجتمع، جميعا، من لاهوتيه إلى الجاهل، من القصر إلى الحانة، بأن هناك، في قمة هذا المجتمع ولكن على مقربة من قلبه، طبقة تتنفس بالشئون العليا: كثافة الوجود، ترف الوجود، سمو الوجود، فقل إن ذاك المجتمع شبح أو دول شرطية تحكم بالسوط، رقعة أرض من فقر وبداوة في لباس حضر معرضة بين يوم وآخر إلى الوقوع في أيدي شرذمة من الطماع أو تجار النفوذ أو ما هو أوجع: مستعمرين ارتدوا بزة جديدة.
ناپیژندل شوی مخ